قتال. فقد كان (بدر) قد اتفق ضمن معاهدة مع (سعود) (١) على أن يحكم الإقليم بوصفه تابعا لذلك الأمير. وهنا رفض (السيد سعيد) المصادقة على هذه المعاهدة. ونتيجة لذلك ، أرسل زعيم الوهابيين قوة من أربعة آلاف رجل بقيادة زعيم محارب يحب المغامرة اسمه (السيد بن مطلق) (٢) للتصديق عليها. استمرت مناوشات حربية صغيرة دامت بضع سنوات وكان نجاحها متفاوتا ، حتى أن حظ (السيد سعيد) في إحدى المرات بات سيئا جدا مما اضطره إلى طلب المساعدة من الفرس ، إلا أن موت خصمه العنيد الذي أعقب موت (سعود) وتشر ذم الوهابيين بصورة عامة جعله ينعم بالسيطرة على مقاطعاته دون إزعاج.
إنني لا أستطيع أن أختتم الصورة التاريخية الصغيرة دون الإشارة إلى حالة علاقاتنا السياسية مع هذا الأمير. إن مخاوفنا التي طالما راودتنا من احتمال تقدم الروس صوب ممتلكاتنا الهندية قد أرغمتنا على النظر بكل اهتمام إلى مختلف الطرق التي يمكن أن يقتربوا من خلالها إلى هذه الممتلكات. تمتد الحدود الروسية اليوم إلى مسافة مائة وعشرين ميل من منابع نهر الفرات. وكانت أبحاثنا الأخيرة عن هذا النهر قد كشفت بأن عبور جيش على امتداد ضفتيه نحو شواطئ الخليج العربي يمكن تحقيقه دون صعوبات كبيرة. وقد أشير ضمنا هنا ، كما في البحر الأحمر ، بلا تأمل واسع ، بأن عددا كافيا من السفن لا يمكن الحصول عليه لنقل أي قوة كبيرة إلى الهند. غير أنني أعتقد أن في وسع (السيد سعيد) جمع ما يكفي من وسائل النقل لنقل جيش قوامه عشرين ألف رجل. فقوته البحرية تتألف من أربع فرقاطات ثقيلة اثنتان منها مزودتان بخمسين مدفع ، ولديه ثلاث حراقات لكل منها ما بين ثمانية عشر إلى اثنين وعشرين مدفع ، إضافة إلى عدد من السفن الحربية الصغيرة. ويستطيع أن يضيف إلى كل هذه القوة ، سفنه التجارية. والسفن التي تحمل الراية العربية تتاجر دوما مع هذا الميناء ، أي (مسقط) ، وفيما وراء الميناء ، فإن خدمات القوارب المحلية أو سفن (البغلة) التي تزيد حمولة بعضها عن مائتي طن متوفرة دوما لكثرة أعدادها. ويمكن لميناء (مسقط)
__________________
(*) سعود بن عبد العزيز (الكبير) حكم في الفترة (١٨٠٣ ـ ١٨١٤ م).
(**) كذا في الأصل وصوابه مطلق بن محمد المطيري وقبل ذلك أرسل سعود المذكور حملتين الأولى بقيادة (ابن عبدان) والثانية بقيادة (ابن معيقل).