وفي المدخل نفسه وعلى ارتفاع عشرة أقدام من المنصة وجدنا النقوش والكتابات ، وكانت منفذة بأقصى درجات العناية بخطين أفقيين على سطح حجارة المبنى الملساء ، وكان طول الحرف الواحد ثمان بوصات. ويبدو أن محاولات قد بذلت لمحو هذه الكتابات دون نجاح يذكر. ومن الموقع الظاهري الذي تحتله لا يبدو هناك أدنى شك في أن هذه الكتابات إذا ما فسّرت فإنها تحتوي على اسم مؤسس المبنى إضافة إلى التاريخ والهدف من بنائه. هذا وقد شيد الجدار كله والأبراج وبعض المباني الداخلية بنفس مواد البناء وهي عبارة عن مرمر ذي لون ضارب إلى الرمادي وتتخلله عروق سود ومهندم على نحو جميل جدا ليناسب الشكل المطلوب. وكانت أبعاد البلاط عند قاعدة الجدران والأبراج يتراوح طولها بين خمسة أو ستة أو سبعة أقدام وارتفاعها بين قدمين وعشر بوصات إلى ثلاثة أقدام وعرضها بين ثلاثة إلى أربعة أقدام. ويتضاءل حجم هذا البلاط على نحو منتظم حتى يصل القمة حيث لا يتجاوز عرضه نصف عرض البلاط السفلي وسمك الجدار لا يمكن أن يكون أقل من عشرة أقدام وعند القمة حوالي أربعة أقدام على الرغم من إنني لم أعمد إلى قياس ذلك. وعلى الرغم من عدم انتظام أساسه ، إلا أن الحجارة وضعت بنفس الخطوط المستقيمة واستخدام الملاط لتثبيتها واكتسب صلابة شديدة توازي تقريبا صلابة الحجارة. إن مثل هذه الأجزاء من الجدار التي ظلت شامخة قد بنيت بعناية فائقة. أما الأجزاء الأخرى ، وبسبب تداعي قواعدها ، وميلها إلى السقوط ، إلا أنها لا تزال ثابتة دون كسر. أما الأجزاء المتداعية فقد تناثرت من حول المكان بكتل ضخمة دون أن تتكسر. ولا توجد فتحات في هذه الجدران ولا أبراج صغيرة مستدقة في الجزء العلوي ، فقد كانت كلها ذات مظهر موحد ثابت وصلب. ولمنع السيول القادمة من الجبل ، التي تترك على الأراضي المحيطة دلائل واضحة على سرعة مجراها ، من اكتساح قاعدة التل ، فقد شيدت دعامات دائرية الشكل في ذلك الجزء وجرى تغليفها بحجارة أشد صلابة. وإذا كانت حجارة التغليف قد اختفت فإن الدعامات لا تزال باقية.
لنقم الآن بزيارة إلى داخل المبنى حيث يتمثل أبرز ما فيه ببناء مستطيل الشكل تواجه جدرانه الجهات الأصلية. ويبلغ قياس الضلع الأكبر منه المواجه للشمال والجنوب سبعة