وعشرون ياردة ، أما الضلع الأصغر المواجه للشرق فيبلغ سبع عشرة ياردة. وقد كسيت الجدران بما يشبه الحجارة السلسة متساوية الأحجام ومرصوفة على نحو بالغ الجمال حتى أنني حاولت أن أدخل نصل سكين صغيرة فيها ، لكن دون جدوى. أما السطح الخارجي غير المصقول فمغطى بعلامات منقوشة صغيرة ظن البدو مخطئين أنها كتابات. ومن خلال العناية الفائقة الواضحة في تشييد هذا المبنى ، أدركت بلا ريب أنه معبد ، وكانت خيبة أملي كبيرة جدا عند ما وجدت الجزء الداخلي منه وقد امتلأ ببقايا السطح المنهار. ولو ظل السطح سليما لاستطعنا الحصول على دليل يرشدنا في أبحاثنا بخصوص الديانة التي كان يدين بها العرب الأولون. وفوق هذا المبنى ووراءه ثمة مبان عديدة أخرى وليس فيها ما يميزها من حيث الشكل أو المظهر. وفي منتصف المسافة تقريبا بين البوابتين ، يوجد بئر دائري يبلغ قطره عشرة أقدام وعمقه ستون قدما ، وكسيت جدرانه بحجارة غير مهندمة. كما شيد جدار أسطواني الشكل يبلغ ارتفاعه خمسة عشر قدما من حوله يفيد أمّا في حمايته من أشعة الشمس أو في نقل الماء.
وعلى الهضبة الجنوبية لم نتمكن من العثور على أي مكتشفات حيث لا شيء سوى كتل غير متميزة من الخرائب. أما داخل المدخل الجنوبي ، وعلى نفس مستوى المنصة الوارد ذكرها آنفا ، ثمة دهليز يمتد مسافة خمسين ياردة ويبلغ عرضه أربعة أقدام محمي من الجهة الداخلية بحاجز حجري ، ومن الجهة الخارجية بالجدار الرئيسي. ولم أستطع التأكد من الهدف الذي أنشئ من أجله. كما لم نتمكن في أي جزء من هذه الآثار والخرائب من ملاحظة أي بقايا للأقواس والأعمدة ، ولم نستطع أيضا أن نكتشف على سطوح هذه الآثار أي كسر فخارية أو زجاج ملون أو معادن كالتي تكثر دوما في المدن المصرية أو كالتي اكتشفناها في ساحل شمالي غربي الجزيرة العربية. وفيما خلا المحاولات التي لا حظتها سابقا لإزالة آثار الكتابات ، فإنه لا يوجد ما يدل على تعرض المبنى لأي أعمال تخريبية باستثناء عوامل الزمن. وبسبب المناخ الجاف ، وصلابة مواد البناء ، فإن كل الحجارة ، بل حتى العلامات النقشية ، ظلت باقية ممتازة منذ اليوم الذي نحتت فيه. إننا بطبيعة الحال نتوق إلى التأكد فيما إذا كان العرب قد احتفظوا بأي تقاليد تخص مبانيهم ، إلا أنهم يعقدون