وفي المرة الثالثة يقيد السارق بالأغلال ويسجن. كما تفرض الغرامات على الكلام البذيء. أما في حالة القتل والقتل غير العمد ، فكما هو الحال عند القبائل الأخرى ، يتم الانتقام من القاتل بواسطة أهل القتيل.
الثلاثاء ، الثامن من ديسمبر / كانون الأول : في الساعة العاشرة من صباح هذا اليوم بدأنا نستعد للعودة إلى (بني بو علي) عن طريق آخر يتجه أكثر إلى جهة الغرب. وقد ندمت ندما شديدا لاضطراري إلى ذلك لأنه كان في وسعي ، وبمعية مرافقي ، أن أتوجه إلى مضارب بدو مهرة دون أن أخشى أي مقاطعة. لكن عمان الأكثر جاذبية كانت أمامي. ظل المظهر الطبيعي للأراضي التي مررنا بها حتى الساعة الواحدة والنصف كما هو مثلما وصفته من قبل. إلا أننا عبرنا بعد ذلك بعض الحقول الجافة التي تخلو من الأشجار أو الأدغال ولا تنتشر فيها إلا كتل الملح أو الحصى. وعند غروب الشمس ، توقفنا بعض الوقت لإطعام جمالنا ، ومن ثم استأنفنا الرحلة إذ كان الليل لطيفا. وفي الساعة الثانية عشرة والدقيقة الخامسة والأربعين ، وبعد سفر طويل وشاق وصلنا مخيم بدو صغير بتنا فيه ليلتنا. إن القدرة على النوم فوق ظهر ناقة تعد إنجازا يستحق الحسد! في الوقت الذي وصلت فيه محطة وقوفنا كنت شديد الإنهاك. وباستثناء الشيخ الذي كان راكبا على مقربة مني ويتحدث إلي ، فإن بقية أفراد الجماعة راحوا في نوم عميق.
التاسع من ديسمبر / كانون الأول : انطلقنا في صباح هذا اليوم في رحلتنا. وبعد أن قطعنا مسافة جيدة ، وصلنا إلى مضارب (بني بو علي). وهناك وجدت العدد الأكبر من أفراد القبيلة وقد اجتمعوا من حول الخيمة وبعد الاستفسار اكتشفت أن بعض البدو من القبيلة المجاورة ، وهي قبيلة (بني بو حسن) ، قد تقدموا في أثناء الليل وسرقوا معزة أرسلها شيخ (كامل) قبل يوم واحد هدية لي. وبعد أن سمح الخدم الخاص بي لرئيس القبيلة بالتعرف إلى المعزة ، أخذوا ينتظرون وصولي للرد على اللصوص بالاستيلاء على بعض قطعانهم ، غير أنني أفلحت في إقناعهم بالعدول عن ذلك بمشقة بالغة. إن أبسط الحوادث التافهة وسط هذه القبائل المولعة بالحرب كافية لأن تبذر الشقاق بينهم وقد قيل لي إنه قلما تمر سنة لا يضطر فيها الإمام إلى إرسال أحد الأعيان لتسوية خلافاتهم.