بارما سبعة فراسخ ، ومن بارما الى مدينة السن الى الحديثة ، برية يجري في وسطها الزاب الصغير اثنا عشر فرسخا ، ومن الحديثة الى طهمان [سبعة فراسخ ، ومن طهمان](١) الى الموصل سبعة فراسخ ، ومن الموصل الى بلد وهي مدينة سبعة فراسخ ، ومن بلد باعيناثا سبعة فراسخ ، ومن باعيناثا الى برقعيد ستة فراسخ ، ومن برقعيد (٢) الى أذرمة ستة فراسخ ، ومن أذرمة الى تل فراشة ثلاثة فراسخ ، ومن تل فراشة الى نصيبين أربعة فراسخ ، ومن نصيبين مفرق طريقين ، أحدهما ذات اليمين الى نواحي الشمال ، المقاربة لما ذكرنا من الطرق ، من المشرق اليها ، والاخر الى سائر نواحي المغرب.
فليكن ما نبدأ به الطريق التي تأخذ ذات اليمين من نصيبين الى دارا خمسة فراسخ ، ومن دارا الى كفرتوثا سبعة فراسخ ، ومن كفرتوثا الى قصر بني نازع سبعة فراسخ ، ومن قصر بني نازع (٣) الى آمد سبعة فراسخ
__________________
(١) ساقطة في النسخ الثلاث : وأكمل النص من كتاب ابن خرداذبة ص ٢١٤.
(٢) كتبت هذه الفقرة في هامش المخطوط بخط مغاير لخط النسخة جاء فيه.
برقعيد قرية ينسب اليها اللصوص الاساتذة في اللصوصية فمن ذلك ان القوافل اذا مروا عليها وتأتوا بها يسهرون ليلها يحفظون امتعتهم ولصوصيتهم اختلاس لا مجاهرة. فمما يحكى أن قافلة جاءت وباتت بظاهر سور هذه المدينة التي تسمى برقعيد ، فعمد رجل من أهل القافلة الى حمار مربوط عند حائط السور وجعل ظهره اليه وجعل أثاثه تحته ، وجعل وجهه الى جهة الفلاة ، وبات ساهرا يراقب من يأتيه من اللصوص فلم ير في الليل أحد ، ثم أن اللصوص باغتوا الحمار من خلفه ونشلوه وحملوه فوق ورفعوه الى أعلا السور وأرخو من داخله فنام ولم ير الحمار فصار في حيرة فكيف اخذ حماره ولم يره ، مع انه لم ينم. ولهم غير هذه الحكايات يشابهها في اللصوصية التي صاروا بها مثلا للناس وقد جاءت هذه الحكاية في كتاب أثار البلاد وأخبار العباد ، للقزويني ص ٣٠٦ ـ ٣٠٧.
وبرقعيد هذه بليدة بين الموصل ونصيبين كانت قديما ممرا للقوافل التجارية ، يضرب بأهلها المثل في اللصوصية القزويني ص ٣٠٦.
(٣) في النسخ الثلاث : نلدع.