أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنبأنا القاضي أبو المكارم محمّد بن سلطان بن محمّد الغنوي ، أنبأنا عبد الرّحمن بن عثمان بن القاسم التميمي ، أنبأنا إبراهيم بن محمّد بن أحمد بن أبي ثابت ، حدّثنا محمّد بن حمّاد الطهراني ، أنبأنا عبد الرزّاق ، أخبرني الثوري ، حدّثنا أبو إسحاق أن الأغر حدّثه عن أبي سعيد وأبي هريرة عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «ينادي مناد ـ يعني ـ في أهل الجنّة ـ إن لكم أن تحيوا ، فلا تموتوا أبدا ، وإنّ لكم أن تصحّوا فلا تسقموا أبدا ، وأن تشبوا فلا تهرموا أبدا ، وإن لكم أن تنعموا فلا تبأسوا أبدا قول الله عزوجل:
(وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوها بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)(١)» [١١١٩٠].
أخبرني أبو محمّد بن الأكفاني قال : كان مولد القاضي أبي المكارم بن حيّوس في سنة أربعمائة.
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله ، أنبأنا الخطيب أبو بكر الحافظ (٢) قال القاضي أبو المكارم محمّد بن سلطان بن محمّد بن حيّوس الغنوي الدمشقي ، وأخوه أبو الفتيان محمّد كانا يرويان عن خالهما القاضي أبي نصر المعروف بابن الجندي ، كتبت عنهما جميعا.
قرأت على أبي محمّد بن حمزة ، عن أبي نصر بن ماكولا قال (٣) : أما حيّوس بياء معجمة باثنتين من تحتها فهو أبو المكارم محمّد بن سلطان بن محمّد بن حيّوس الغنوي الدمشقي ، فرضي ، يروي عن ابن أبي نصر ، وخاله القاضي أبي نصر محمّد بن أحمد بن هارون ، كتبت عنه بدمشق.
قال لنا أبو محمّد بن الأكفاني سنة ست وستين وأربع مائة فيها توفي أبو المكارم محمّد ابن سلطان بن محمّد بن حيّوس الفرائضي ـ رحمهالله ـ في يوم الخميس سلخ شهر ربيع الآخر ، حدّث عن خاله القاضي أبي نصر محمّد بن أحمد بن هارون بن الجندي ، وأبي محمّد عبد الرّحمن بن عثمان بن أبي نصر وغيرهما ، وكان مستخلفا من قبل الحكام على الفروض والتزويجات ، وكان ديّنا حسن الطريقة ، وكان أوحد زمانه في علم الفرائض.
وذكر أبو الفرج سهل بن بشر فيما قرأت بخطه وناولينه ابنه أبو محمّد طاهر بن سهل :
أنه مات ليلة الخميس مستهل جمادى الأولى ، وذكر أبو محمّد بن صابر عن أبي القاسم
__________________
(١) سورة الأعراف ، الآية : ٤٣.
(٢) في «ز» : أبو بكر أحمد بن علي الحافظ.
(٣) الاكمال لابن ماكولا ٢ / ٣٧٠.