نزلت هذه الآية : (فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ بِهِ أَذىً مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ)(١) فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «صم ثلاثة أيّام ، أو تصدّق بفرق (٢) بين ستّة ، وانسك ما شئت» [١١٢٢٧].
قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي نصر بن ماكولا (٣) قال القاضي أبو عبد الله محمّد بن سلامة بن جعفر بن علي بن حكمون القضاعي المصري كان فقيها على مذهب الشّافعيّ ، متفننا في عدة علوم ، وصنّف ، وحدّث (٤) ، روى عن أبي مسلم محمّد بن أحمد البغدادي ، وأحمد بن عمر الجيزي ، وأبي (٥) عبد الله اليمني وخلق كثير ، ولم أر بمصر من يجري مجراه.
قرأت بخط أبي الفرج غيث بن علي : محمّد بن سلامة بن جعفر بن علي بن حكمون ابن إبراهيم بن محمّد بن مسلم أبو عبد الله القضاعي القاضي ، مصري كان يخلف الحكم (٦) بها ، وله تصانيف منها : كتاب تاريخ مختصر نحو من خمس كراريس من ابتداء الخليقة إلى زمانه سمّاه : «كتاب الإنباء على الأنبياء (٧) ، وتواريخ الخلفاء» ، و «كتاب الشهاب» ، وكتاب جمع فيه «أخبار الشّافعيّ» رحمهالله ومناقبه (٨).
أنبأنا أبو عبد الله محمّد بن أحمد بن إبراهيم ، وحدّثنا أبو بكر يحيى بن سعدون القرطبي عنه قال :
القاضي أبو عبد الله محمّد بن سلامة بن جعفر بن علي (٩) القضاعي ـ قاضي مصر ـ شهرته تغني عن الإطناب في ذكره والإسهاب في أمره ، روى عن أبي عبد الله التنّوخي اليمني ، وأبي مسلم الكاتب البغدادي ، وأبي الحسن بن جهضم الهمداني المجاور بالحرم المقدّس ، وأبي القاسم بن الطّبيز الحلبي ، وأبي الحسن بن السمسار وآخرين من شيوخ مصر ،
__________________
(١) سورة البقرة ، الآية : ١٩٦.
(٢) الفرق بالفتح وبالتحريك ، مكيال لأهل المدينة ، قيل هو ستة عشر رطلا.
(٣) الاكمال لابن ماكولا ٧ / ١١٥ في باب القضاعي.
(٤) في الأصل : «وحدث عن أبي مسلم» والمثبت يوافق د ، و «ز» ، والاكمال.
(٥) بالأصل : وأبو.
(٦) كذا بالأصل ود ، وفي «ز» : الحاكم.
(٧) بالأصل ود ، و «ز» والمختصر : «الابناء» والمثبت عن الوافي بالوفيات.
(٨) كذا بالأصل ود ، وفي «ز» : «تعالى» بدلا من : «ومناقبه».
(٩) زيد في «ز» : بن حكمون.