ونشب القتال وصعد أصحاب ابن بيهس السور بناحية باب كيسان ، فلم يشعر بهم أصحاب مسلمة إلّا وهم معهم في مدينة دمشق ، فأجفلوا هربا إلى مسلمة ، فدعا بأبي العميطر ففكّ عنه الحديد ، ولبسا ثياب النساء وخرجا مع الحرم من الخضراء ، وخرجا من باب الجابية حتى أتوا المزّة (١) ودخل ابن بيهس مدينة دمشق يوم الثلاثاء لعشر خلون من المحرم سنة ثمان تسعين ومائة ، وغلب عليها ، فلم يزل يحارب أهل المزّة وداريا وبيت لهيا إلى أن صالحه أهل بيت لهيا ، وأقام على حرب أهل المزّة وداريا وهو مقيم بدمشق أميرا متغلبا عليها إلى أن قدم عبد الله بن طاهر دمشق سنة ثمان ومائتين وخرج إلى مصر ، ورجع إلى دمشق سنة عشر ومائتين وحمل ابن بيهس معه إلى العراق ، ومات بها ، ولم يرجع إلى دمشق.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنبأنا أبو عمرو بن مندة ، أنبأنا أبو محمّد بن يوة ، أنبأنا أبو الحسن اللّنباني (٢) ، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدّثني أحمد بن عبيد التميمي ، عن سلمة بن بشر بن صيفي الدمشقي ، حدّثنا حجر بن الحارث ، حدّثنا عبد الله بن عوف القارئ قال :
ناب مضر كنانة ، وفرسان مضر قيس ، ورجال مضر تميم ، وألسنة مضر أسد.
قال عبد الله بن عوف : وكان يقال : يسود السيد من قيس بالفروسية ، ويسود السيد من ربيعة بالجود ، ويسود السيّد في تميم بالحلم.
قرأت على أبي محمّد بن حمزة ، عن أبي بكر أحمد بن علي ، أنبأنا أبو القاسم علي بن محمّد بن عيسى بن موسى البزاز ، أنبأنا علي بن محمّد بن أحمد المصري ، حدّثنا عبيد الله ابن سعيد بن كثير بن عفير ، حدّثنا أبي ، حدّثني أبو صعصعة يحيى بن بشر بن عبد الله بن عمر بن عبد الرّحمن بن الحارث بن أبي صعصعة عن أبيه ، عن أبي سعيد (٣).
أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «اللهم أذلّ قيسا ، فإنّ ذلّهم عزّ الإسلام ، وعزّهم ذلّ الإسلام» [١١٢٤٠].
__________________
(١) المزة بالكسر والتشديد ، قرية كبيرة غنّاء في وسط بساتين دمشق ، بينها وبين دمشق نصف فرسخ (راجع معجم البلدان).
(٢) إعجامها مضطرب بالأصل ، ود ، و «ز» ، والصواب ما أثبت بتقديم النون.
(٣) في «ز» : أبي سعيد الخدري رضياللهعنه.