خالفهم الشافعي فيه لم تعد قوله خلافا؟ قال : نعم مالك بن أنس .... (١) الناس على قوله ، وقيل له في أول القصة لما قال له السائل أفتي بقول مالك؟ قال : لا حتى تعلم قول غيره لو قال مكّي أنا أفتي بقول عطاء ولا أنظر إلى غيره ، وقال شامي أنا أفتي بقول الأوزاعي أو محمّد ابن عبد السّلام مكحول ولا أنظر إلى غيره ، لم يكن هذا شيئا ، فقيل : فالجاهل قال للسائل : أنا أسألك أيش تقول في جاهل جاء فوجد ابن القاسم فأفتاه ثم سأل أشهب وهو حاضر فأفتاه بخلاف ذلك ، ثم ابن وهب فأفتاه بخلاف ذلك كيف يعمل؟ فقال : يأخذ بأي قولهم أحبّ. فقال : هو لا يعرف : قال أحدهم : حلال ، وقال الآخر : حرام ، فقال محمّد بن عبد الله بن عبد الحكم (٢) : فكيف يفتي بقول من يقول الساعة شيئا ويرجع عنه ، فقيل له : الشافعي فقال : قال الشافعي حرام وعليكم أن تفتوا بقولي ، أو نحو هذا ، حتى تعلموا أن فيه الحق أو الصواب (٣).
قال ونا زكريا بن أحمد نا الحسن بن علي بن الأشعث المصري ، عن محمّد بن عبد الله بن عبد الحكم قال : كان الشافعي متحرّيا فذاكرته يوما بحديث (٤) وأنا غلام فقال : من حدثك؟ فقلت له : أنت قال في أيّ كتاب؟ قلت له في كتاب كذا وكذا فقال : ما حدثتك به من شيء فهو ، كما حدثتك ، وإياك والرواية عن .... (٥)
أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل ، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي (٦) ، أنا أبو عبد الله محمّد بن عبد الله الحافظ (٧) قال : أخبرني أبو عمرو بن السماك شفاها أن أبا سعيد الجصاص حدّثه قال : سمعت محمّد بن عبد الله بن عبد الحكم يقول :
قال محمّد بن إدريس الشافعي (٨) : يا محمّد لا تحدث عن حيّ ، فإن : الحي لا يؤمن عليه أن ينسى ، قال محمّد بن عبد الله بن عبد الحكم : وذلك إنّي سمعت من الشافعي حكاية فحكيتها عنه فنميت (٩) ، إليه فأنكرها ، فاغتم أبي لذلك غمّا شديدا ، وكنا بجنبه ، فوقفته على الكلمة فقال لي : يا محمّد لا تحدث عن حيّ فإن الحي لا يؤمن عليه النسيان.
__________________
(١) كلمة غير واضحة في «ز» ، ود ، ولعله : اتفق.
(٢) في د : «فقال محمد» ولم يزد.
(٣) في د : الحق والصواب.
(٤) في د : فذكرته أنا بحديث.
(٥) كلمة غير واضحة في «ز» ، ود.
(٦) في د : «الحافظ» بدلا من «البيهقي».
(٧) في د : «أبو عبد الله الحافظ» ولم يزد.
(٨) في د : «قال الشافعي» ولم يزد.
(٩) غير واضحة في «ز» ود ، والمثبت عن المختصر.