الأوزاعي. وقال محمّد بن إسماعيل البخاري : روى عنه وكيع بن الجراح ، في حفظه نظر. قال أبو الفتح الحافظ : ولسنا نقنع بهذا من البخاري ؛ محمّد بن عبد الله بن علاثة حدّث بما يدل على كذبه ، وكان أحد العضل في التزيد عن الأوزاعي.
قال أبو بكر الخطيب (١) : قد أفرط أبو الفتح في الحمل (٢) على محمّد بن عبد الله بن علاثة ، وأحسبه وقعت إليه روايات لعمرو بن الحصين عن ابن علاثة فنسبه إلى الكذب لأجلها والعلة في تلك من جهة عمرو بن الحصين ، فإنه كان كذابا ، وأما محمّد بن عبد الله بن علاثة فقد وصفه يحيى بن معين بالثقة ، ولم أحفظ لأحد من الأئمة فيه خلاف ما وصفه (٣) به ابن معين.
قال أبو بكر الخطيب (٤) : وأنبأنا إبراهيم بن مخلد ، أنا إسماعيل بن علي الخطبي قال : استقضى المهدي محمّد بن عبد الله بن علاثة الكلابي ، وعافية بن يزيد جميعا على الجانب الشرقي من مدينة السلام ، وكان زياد بن عبد الله بن علاثة يخلف أخاه على القضاء بعسكر المهدي.
قال الخطيب أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت البغدادي الحافظ وكان محمّد بن عبد الله ابن علاثة صديقا لسفيان الثوري ، فلما ولي القضاء أنكر عليه سفيان ذلك ؛ فأخبرنا علي بن المحسن أنا طلحة بن محمّد بن جعفر حدّثني عبد الباقي بن قانع ، حدّثني بعض شيوخنا قال : استأذن محمّد بن عبد الله بن علاثة على سفيان الثوري بعد أن ولي القضاء ، فدخل عمار بن محمّد بن أخت سفيان الثوري يستأذن له على سفيان ، فلم يأذن له ، وكان سفيان يعجن كسبا للشاة فلم يزل به عمار حتى أذن له فدخل ابن علاثة ، فلم يحوّل سفيان وجهه إليه ، ثم قال له سفيان : يا بن علاثة ألهذا كتبت العلم؟ لو اشتريت صيرا بدرهم؟ ـ يعني سميكة ـ ثم أدرته في سكك الكوفة لكان خيرا لك من هذا.
قال الخطيب : وقرأت في كتاب أبي الحسن بن الفرات ـ بخطه ـ أخبرني أخي أبو القاسم عبيد الله بن العباس بن الفرات ، أنا علي بن سراج [قال :](٥) محمّد بن عبد الله بن علاثة يقال له قاضي الجن ، وذلك أن بئرا كانت بين حران وحصن (٦) مسلمة فكان من شرب
__________________
(١) تاريخ بغداد ٥ / ٣٩٠.
(٢) كذا في «ز» ، وفي د ، وتاريخ بغداد : الميل.
(٣) في «ز» : «ما وثقه ابن معين» والمثبت عن د ، وتاريخ بغداد.
(٤) تاريخ بغداد ٥ / ٣٨٩.
(٥) زيادة للإيضاح عن د ، وتاريخ بغداد.
(٦) في «ز» : «وبئر مسلمة» والمثبت عن د ، وتاريخ بغداد.