بيد ابن أخ له ، فارتقى به على كناسة بالكوفة فقال : ألا أريك ـ وقال ابن سعد : أريكم ـ الدنيا ، هذه الدنيا ، أكلوها فأفنوها ، لبسوها فأبلوها ، ركبوها فأنضوها ، سفكوا فيها دماءهم ، واستحلوا فيها محارمهم ، وقطعوا فيها أرحامهم.
قرأت على أبي الفتح نصر الله بن محمّد ، عن أبي الحسين بن الطّيّوري ، أنا أبو الفضل عبيد الله بن أحمد بن علي الكوفي ، أنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد بن حمّة ، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة ، حدّثني جدي ، حدّثني محمّد بن عبد الله بن نمير ، أنا وكيع ، نا الأعمش ، عن أبي الضحى ، عن مسروق.
أنه أنشد مرة بيتا من شعر ، فسكت عن آخره ، فقيل له ، فقال : إني أكره أن يكتب في صحيفتي بيت شعر.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، وأبو بكر ابن إسماعيل ، قالا : نا ابن صاعد ، نا الحسين بن الحسن ، أنا عبد الله بن المبارك ، أنا سفيان ، عن الأعمش ، عن أبي الضحى ، عن مسروق أنه سئل عن بيت من شعر فكرهه ، فقيل له ، فقال : إني أكره أن أجد في صحيفتي شعرا (١).
أخبرنا أبو طالب بن يوسف ، وأبو نصر بن البنّا ـ في كتابيهما ـ قالا : قرئ على أبي محمّد الجوهري ونحن نسمع ، عن أبي عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، أنا الحسين بن فهم ، نا محمّد بن سعد (٢) ، أنا هشام بن محمّد بن السائب الكلبي ، عن أبيه قال :
كان مسروق بن الأجدع قد شهد القادسية هو وثلاثة إخوة له : عبد الله ، وأبو بكر ، والمنتشر بنو الأجدع ، فقتلوا يومئذ بالقادسية ، وجرح مسروق ، فشلت يده وأصابته آمّة (٣).
قال : وأنا ابن سعد (٤) ، أنا أحمد بن عبد الله بن يونس ، أنا أبو شهاب ، عن الأعمش ، عن مسلم ، عن مسروق أنه كانت به آمّة فقال : ما أحب أنها ليست بي لعلها لو لم تكن بي كنت في بعض هذه.
قال أبو شهاب : أظنه يعني الجيوش.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا محمّد بن هبة الله ، أنا محمّد بن الحسين ، أنا
__________________
(١) سير أعلام النبلاء ٤ / ٦٩.
(٢) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٦ / ٧٧.
(٣) الآمة : الشجة التي بلغت أم الرأس.
(٤) طبقات ابن سعد ٦ / ٧٧.