٧٣٩٢ ـ مسلمة بن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية
ابن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي القرشي الأموي
وفد على عمر بن عبد العزيز ، ولم أجد له ذكرا في كتاب الزبير بن بكّار (١).
قرأت بخط محمّد بن عبد الله بن جعفر ، أخبرني أبو الطيّب محمّد بن حميد بن سليمان ، نا وزيرة بن محمّد ، نا أيوب بن سليمان الرصافي قال : سمعت أبي يقول :
لما ثقلت وطأة عمر بن عبد العزيز على بني أمية اجتمعوا ببابه منكرين لما كان منه ، وفي القوم مسلمة بن عبد الملك ، ومسلمة بن سعيد بن العاص فقال مسلمة بن سعيد لمسلمة : يا أبا سعيد ، ما تقول في هذا الأمر الذي نحن فيه؟ فقال : أرى أنه إبراء من الأضرار نزل بكم في دنياكم نقمة عليكم بقول هذا الرجل ، وما أرى لكم شيئا تلجئون (٢) إليه إلّا الصبر إلى انقضاء مدته ، فإمّا خلفه من كان يرى بكم ما كان يراه خلفاؤكم ، وإما اقتدى بسيرته فيكم ، فراضكم (٣) الصبر على القناعة. فقال له مسلمة بن سعيد : أجلتنا على مدة تعتادونها ، ما لي نفس تقوى على هذا ، فقوموا بنا.
فدخل الحاجب على عمر فأعلمه بمكانهم ، فقال : قد عرفت الأمر الذي جمعهم ، والله لا انصرفوا إلّا بما يسوّد وجوههم ، أدخل عليّ زعيمهم مسلمة بن سعيد فأدخله فسلم وجلس ، فأخذ في تقريظ عمر ، فقال له : دع هذا ، وخذ فيما جئت له ، فقال : يا أمير المؤمنين ، إنّ الأمر قد أفضى بأهل بيتك إلى ما يرقّ لهم منه العدو ، فقال له عمر : هيهات ، تلك أثرة حملها المعتدون على كاهل الدين فأوقروه ، إنّما يترادّ بهم في صدورهم حسرات لما أسلفوا ، والله ما ازددت لهم نظرا إلّا ازداد البلاء عليهم ثقلا ، فقال له مسلمة : فادفع إلينا صكاك قطائعنا [من خلفائنا. فقال عمر : ذكرتني الطعن وكنت ناسيا يا جارية ذلك الصندوق ،](٤) فوضع بين يديه ففتحه ، وجعل يخرج تلك السجلات فيحرقها كتابا كتابا ، فقال له مسلمة : لا صبر على هذا ، فقال : بلى (٥) والله تصبر عليه غير مكرم في دنيا ولا مأجور في
__________________
(١) ولم أجده أيضا في كتاب نسب قريش للمصعب الزبيري.
(٢) بالأصل و «ز» ، ود ، وم : تلجئوا.
(٣) بالأصل : برضاكم ، والمثبت عن م ، و «ز» ، ود.
(٤) زيادة عن «ز» ، وم ، ود.
(٥) من قوله : يخرج ... إلى هنا استدرك على هامش «ز» ، وبعده صح.