أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «القرآن غنى لا فقر بعده ، ولا غنى دونه» [١٢٠٦٨].
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا أبو محمّد الكتّاني قال :
توفي مسلم بن الحسين الرفافي في سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة ، كان يسمع معنا ، حدّث عن تمام بن محمّد ، وعبد الرّحمن بن عمر بن نصر.
٧٤٠٨ ـ المسلم بن الحسين بن الحسن أبو الغنائم المؤدب
كان في صباه أجير خبّاز ، ثم حفظ القرآن ، وتأدّب ، وقال الشعر ، واشتغل بتأديب الصبيان ، فحسن أثره في ذلك ، وظهر له اسم في إجادة التعليم ، والحذق بالحساب ، حتى كثر زبونه ، وسمعته ينشد لنفسه قصيدة رثى بها شيخنا الفقيه أبا الحسن السلمي ، لم يقع لي إلى الآن ، وكان إنشاده إياها على قبره عقيب وفاته.
ومات مسلم وهو شاب يوم الجمعة قبل الصّلاة الخامس والعشرين من جمادى الأولى سنة أربع وأربعين وخمس مائة ، ودفن بعد العصر من ذلك اليوم بباب الصغير.
٧٤٠٩ ـ المسلم بن الخضر بن المسلم بن قسيم أبو المجد التّنّوخي الحموي
شاب شاعر ، قدم [دمشق](١) على ما ذكر لي أبو اليسر شاكر بن عبد الله التّنّوخي ، وأنشدني له قصيدة يمدح بها أتابك زنكي (٢) بن أق سنقر نصير أمير المؤمنين ، صاحب الشام ، أنشده إياها بقلعة حمص.
قال : وكان ملك الروم نزل شيزر ، وحاصرها ، وأشرفت منه على الهلاك ، وكان أتابك (٣) يركب كلّ يوم في جيشه ، ويقف على تل أرجزا ولا يزول عنه إلى المغرب ، وملك الروم على جريجنس ـ جبل شرقي شيزر ـ ينظر إلى الجيش فإذا قال له الفرنج : دعنا نأخذ العسكر ونمضي إليه يقول لهم : هذا زنكي أتابك يعتبئ النهار كله في هذه المدة لأي سبب؟ إنّما يريدني أركب إليه ، وإذا حصلنا معه في أرض واحدة ما يبقى لنا سبيل إلى السلامة ، وقد
__________________
(١) زيادة عن د ، وم ، وبعدها في م : بياض. وفي «ز» : قدم على زنكي على ما ذكر ...
(٢) زنكي بن آق سنقر ، صاحب الموصل وحلب قتله أحد غلمانه عام ٥٤١ (راجع البداية والنهاية ١٢ / ١٩٩ والكامل لابن الأثير ١٠ / ٣٤).
(٣) لم تكن شيزر ، حصنا تابعا لأتابك ، بل كانت للأمير أبي العساكر سلطان بن علي بن مقلد بن نصر بن منقذ الكناني ، ولما نازلها الروم وحاصروها استنجد أبو العساكر بأتابك ، فسار إليها ونزل على العاصي بالقرب منها ، بينها وبين حماه.