لنحبس القلم عما أصابها من آثارها ـ جزى الله المسبب ما يستحق» (١).
قدّر [سكانها] في الاحصاء الأخير ب (٢٨٤٥) وفي قاموس لبنان (٢) ب (٢٣٩٣) ونعتقد أن عدد سكانها الحقيقي يزيد على الاحصاءات الثلاثة ، ولكن كتمان النفوس سجية في جبل عامل. وفيها اليوم [١٩٣٠] نهضة مباركة إن استمرت بسبيلها واتخذ العاملون عليها الحكمة رائدهم وترفعوا عن الخلافات والدخول في غمارها فإنه مرجو لها النجاح العاجل ، ولعلهم عاملون بهذه النصيحة وآخذون من الجديد ما ينفعهم وينفع نشء هذا البلد الطيب في مبدئهم ومعادهم وقد لاحت لنا تباشير تلك النهضة ببعثاتها العلمية إلى النجف الأشرف ، وفي هذه البعثة نشء يجمع إلى طلب علوم الدين وما إليها ما لا غنى عنه في هذا العصر من علوم الكون ، وفيهم كتبة مجيدون وشعراء متفننون.
وبعثات أخرى إلى النبطية وبيروت. وقد افتتح بعض شبابها الناهض مكتبة للقراء مجانا ، وعلى حداثة عهدها جمعت طائفة من الكتب وهي في ازدهار مستمر تمد إليها يد المساعدة من المؤلفين ومن أرباب الصحف الدورية واليومية.
ولبنت جبيل اليوم مكانة تجارية تفوقت بها على البلاد التجارية العاملية الأخرى ، ويرجع الفضل فيها إلى مجاورتها لفلسطين التي قطعت عنها الحواجز الاتصال بغيرها من البلاد فكانت لها هذه الأثرة.
إن هذا البلد الذي له هذه المكانة الاقتصادية ، وهو على قاب قوسين أو أدنى من التخوم الفلسطينية الشمالية ، لم تتم له نعمة اتصاله بطرق معبدة لا في البلاد اللبنانية ، وهو محسوب منها ، ولا في فلسطين ، وللجمهورية اللبنانية من ربطها فيها من الفوائد ما لا يخفى.
__________________
(١) العرفان م ٨ ج ٦ ص ٤٣٩ ـ ٤٤٠ عام ١٩٢٣.
(٢) وديع حنا : قاموس لبنان ص ٤٥.