فأزاحهم عن مواقفهم وقهرهم ، وقسم الفرسان نزل السهل تحت ذلك الجبل فالتقاه فرسان الأمير خليل باشا وفرسانه ، فكانت موقعة هائلة انجلت عن اندحار عساكر الأمير وعساكر خليل باشا الذي فر بمن معه إلى دمشق وهلك من عسكره نحو خمسمائة فارس ومن عسكر ظاهر العمر نحو ألف رجل ، وتوجهت السفن المسكوبية بإشارة ظاهر إلى بيروت ، وانتهت هذه الموقعة بظفره وظفر أحلافه.
أما مؤرخوها العامليون فقد قال بعضهم (١) : وفي سنة ١١٨٦ صارت وقعة الحارة في أرض صيدا بين المتاولة والدروز (كذا) وكان ظاهر العمر مع المتاولة وكان مع الدروز الدالي خليل باشا والجزار باشا ، وكان النصر للمتاولة ، وعلى ما نقلوا أنه قتل من الدروز (كذا) ما ينيف على الألفين ، ومن المتاولة خمسة عشر رجلا. وقال آخر (٢) : وفي سنة ١١٨٦ ه صارت الوقعة في صيدا بين المتاولة والدروز وقتل من الدروز ثلاثة آلاف ومن المتاولة خمسة عشر رجلا ، وكان مع الدروز الدالي والجزار. وقال ثالث (٣) : وفي سنة ١١٨٦ اجتمعت الدروز وكان معهم الدالي خليل والجزار باشا واجتمعت المتاولة ناصيف والمشايخ وظاهر العمر معهم ، وكانت الوقعة في حارة صيدا فقتل من الدروز ألف نفس ومن الصفوية والمتاولة نحو خمسة أنفس ـ ورابع (٤) ـ قال : وفي سنة ١١٨٦ يوم الأحد خامس ربيع الأول مر الشيخ ظاهر بعسكره على الحولة ونهب ماشيتها ومر على جسر الخردلة لملاقاة عسكر المتاولة إلى صيدا لمحاربة الأمير يوسف وجاءت المراكب إلى صيدا لملاقاتهم وذكروا أنهم حصروا بيروت. وفي
__________________
(١) لا ندري من هو.
(٢) جبل عامل في قرنين للشيخ علي مروة ، (منسوبة للشيخ علي سبيتي) العرفان م ٥ ج ١ ص ٢٢ : جبل عامل في التاريخ ص ٢٣٢.
(٣) لا ندري من هو.
(٤) الركيني : جبل عامل في قرن. العرفان م ٢٨ ج ١ ص ٥٥ ـ ٥٦.