وقد يظن أن اسم حاريص محرف عن حاصور إحدى الممالك الكنعانية (١) المتاخمة لمملكة قادش (اطلب قدس) وكانت ذات شأن ، وكان ملكها يابين وقد تغلب عليها يوشع عليهالسلام واحرقها بالنار ثم حصنها «سليمان عليهالسلام» وافتتحها بعده (تغلث فلاسر) وسبى سكانها إلى أشور. وظن بعضهم أنها (حاصور) تل خريبة. وآخرون أنها حضيرة. وآخرون أنها خربة حرة. وبالجملة فإن أقوال الباحثين مختلفة أيما اختلاف في تحديد موقعها.
[وهي] على أميال [٧ كلم] من تبنين جنوبا. نفوسها قبل الحرب ٧٠٠ وإليها ينتسب الشيخ إبراهيم الحاريصي من شعراء المائة الثانية عشرة. ومن علمائها اليوم الشيخ يوسف فقيه.
وكان لها مورد عظيم من عنبها اللذيذ ولكنها فقدته في السنين الأخيرة بسبب الضربة (الفيلوكسر) التي أصابت كروم هاتيك الجهات.
أصل الإسم : قال أنيس فريحة : «إذا كان بالسين (ونشك بذلك) فإنها تكون من [سريانية] h؟a؟rrisa الخشنة الغليظة (الخرشة) وإذا كانت بالصاد كما نكتبها في يومنا هذا فإنها من جذر عبري فينيقي : «حرص» ويفيد : (١) القطع (٢) الحكم والجزم.h؟a؟rits المقطوع ، والة قطع h؟a؟ru؟ts خندق ، خندق الماء حول مكان لتحصينه» (٢).
موقعها : ترتفع عن سطح البحر ٧٢٠ مترا. وتقع شمالي غربي بنت جبيل وهي تتبعها قضائيا وتبعد عنها ١٤ كلم.
شيء من تاريخها : تقع قربها بينها وبين تبنين ـ آثار ياذون (انظر ياذون). وفي الجهة الغربية الجنوبية منها تقع عين الضيعة أو عين المزراب ،
__________________
(١) انظر الكتاب المقدس. سفر يشوع الإصحاح الحادي عشر ١ ـ ١١.
(٢) معجم أسماء المدن والقرى اللبنانية ص ٥٢.