(٣) مكان قرب صور. يقال إنها موقع صور القديمة (بالتاتيروس) ، تبعد عن صور شرقا جنوبا نحو ثلاثة أرباع الميل [٥ كلم] وكانت صور القديمة تمتد مسافة سبعة أميال من نبع رأس العين جنوبا إلى ضفة نهر الأولي شمالا ، وعلى انقاضها اليوم قرية حقيرة تسمى الرشيدية. وفي رأس العين من المياه الغزيرة ما يروي سهول صور الخصبة ، ولا يستفيد منها في هذه الأيام غير قليل من الأرضين ، وكأن البحر أحوج منها إلى الارتواء. وفي أوائل الاحتلال باشرت الحكومة إسالة قسم من مياه بركة العسرواي يبلغ زهاء ألف متر مكعب إلى مدينة صور ، مع أن مائة متر أو مأتين تسد حاجة هذا البلد إلى الماء ، وقد تم إسالته ، وهو على قاب قوسين منه ، ولم يتوزع منه إلا القليل على بعض إحيائه على نفقة البلدية ، ولم يتقدم السكان إلى ابتياع شيء منه مع أن الثمن زهيد جدا ، وكأنه لم يسل إلا لإرواء ظمأ البحر ولو اتخذ لإسالته غير طريقه الحالي لانتفعت منه أرضون مع انتفاع الاهلين ، ولو جمعت مياه برك رأس العين في مجرى واحد لما قل المجتمع منها عن مياه الليطاني ، فأين الأبدي العاملة؟!.
أصل الإسم : مركبة من رأس بمعنى أصل والعين بمعنى النبع.
موقعها : ترتفع ٣٠ مترا عن سطح البحر.
ماؤها يخرج من بركتين الأولى (الكبرى) بركة العسراوي والثاني (الصغرى) بركة الصفصافة. وكانت لآل علي الصغير ثم استولى عليها الجزار وأصبحت ملكا للدولة العثمانية (١) وبعد الحرب العالمية الأولى أصبحت ملكا للدولة اللبنانية. وقد حول قسم كبير من مياهها إلى صور
__________________
(١) محمد جابر آل صفا : تاريخ جبل عامل ص ١٤١ «ضبطت الدولة بعد معركة يارون أملاك العشائر وكانت كثيرة منها جفتلك رأس العين ...» وجفتلك كلمة تركية وتعني منطقة نفوذ للدولة تؤجر للمزارعين. (مشاع للدولة تؤجر للاستثمار).