الثاني ، فقد ذكر الصفوي في تاريخ الأمير فخر الدين أنه لما حضر إلى عكا سنة ١٠٢٧ ه / ١٦١٧ م قبض على الحاج ناصر الدين ابن منكر لأنه كان من أعيان شياخ بني متوال ، ثم هاجم في شهر ذي الحجة من السنة المذكورة بعض قرى جبل عامل وارسل فهدم بيوت الحاج ناصر الدين ابن منكر في قرية الزريرية وولده في قرية حومين الفوقا ، وضبط جميع غلتهم (١).
وذكر شبيب باشا أن سليمان العادل (سنة ١٢٣٧ ه / ١٨٢٢ م) عوض على العشائر عن أملاكهم التي صادرها الجزار ، و «طلب الوالي المشار إليه الإفادة عن المحل المناسب الذي يتخذ بهذه المقاطعة [إقليم الشومر] ويخصص لبيت رئاسة العشائر فلدى الفحص والسؤال علم أن قرية الزرارية هي أنسب موقعا وأحسن هواء فأرسل من جانبه بنائين لبناء الأبنية والدوائر المقتضية للعائلة وبنوا الأبنية الموجودة لحد الآن بهذه القرية التي ثلثيها بتملك هذا الحقير ـ المؤلف ـ والثلث الثالث ملك أخويه» (٢).
وقد عانت الزرارية من تعسف الاحتلال الصهيوني منذ بداية الاجتياح عام ١٩٨٢ فاعتقل عدد كبير من شبانها ، الذين قاوموا الاحتلال بشتى الوسائل الممكنة. وسقط منها عدد من الشهداء. وبعد انكفائه عن منطقة صيدا في ١٦ شباط ١٩٨٥ ومن الزرارية ، عادت القوات العدوة لتجتاح القرية فجر يوم ١١ آذار ١٩٨٥ م فقاومها أهالي البلدة بشراسة وسقط فيها ٤٠ شهيدا و ٣٧ جريحا و ١٢٠ موقوفا منهم ٢٠ جنديا ، وسقط عدد كبير من
__________________
(١) الصفدي : لبنان في عهد الأمير فخر الدين الثاني تحق أسد رستم وفؤاد افرام البستاني. منشورات الجامعة اللبنانية بيروت ١٩٦٩ ص ٦٩ و ٧١ ؛ وانظر تاريخ الأمير حيدر الشهابي ص ٦٥٩ حوادث ١٠٢٧ ه / ١٦١٧ م وقد ذكر إلقاء القبض على الحاج ناصر ولم يذكر هدم بيوته ، وذكر أن الأمير فخر الدين اطلق سراح الحاج ناصر تحت اثني عشر ألف غرش كفلها الأمير يونس الحرفوش ؛ وانظر الشدياق : أخبار الأعيان ص ٢٥٦ و ٢٥٧ وروى الخبر كرواية الشهابي.
(٢) شبيب باشا الأسعد ، العقد المنضد. المطبعة الهمايونية ١٣٠٩ ص ٣٠.