وفي النهاية لابن الأثير : «وفيه (الحديث) لا تسكن الكفور فإن ساكن الكفور كساكن القبور ، وقال الحربي : الكفور ما بعد من الأرض عن الناس فلا يمر به أحد ، وأهل الكفور عند أهل المدن كالأموات عند الأحياء ، فكأنهم في القبور ؛ وأهل الشام يسمون القرية الكفر ، ومنه الحديث «عرض على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ما هو مفتوح على امته من بعده كفرا كفرا فسر بذلك» أي قرية قرية ، ومنه حديث أبي هريرة لتخرجنكم الروم منها كفرا كفرا (١).
وفي التاج : «وكذلك الكفور بمصر هي القرى النائية في أصل العرف القديم وأما الآن فيطلقون الكفر على كل قرية صغيرة بجنب قرية كبيرة ، فيقولون : القرية الفلانية وكفرها ، وقد تكون القرية الواحدة لها كفور عدة» (٢).
وفي المصباح المنير : «والكفر القرية ، والجمع كفور مثل فلس وفلوس» (٣).
وفي معجم البلدان : والكفر القبر. ومنه قيل : اللهم اغفر لأهل الكفور ؛ والكفر القرية سريانية وأكثر من تكلم بهذه أهل الشام ، ومنه قيل كفر توثى وكفر عاقب ، وإنما هي قرى نسبت إلى رجال» (٤).
وفي فقه اللغة للصاحبي [الصاحبي في فقه اللغة ، لابن فارس] و «كذلك كانت (العرب) لا تعرف من الكفر إلا الغطاء والستر» (٥).
وإذا عرفت أن هذه التسمية غير مختص بها أهل الشام ، وأنها استعملت
__________________
(١) ابن الأثير : النهاية في غريب الحديث ، مادة (كفر) ؛ وانظر لسان العرب ، ٥ : ١٥٠.
(٢) الزبيدي : تاج العروس ، مادة كفر.
(٣) الفيومي : المصباح المنير ، مادة كفر ، ص ٥٣٥.
(٤) ياقوت الحموي : معجم البلدان ، ٤ : ٤٦٨.
(٥) أحمد بن فارس : الصاحبي في فقه اللغة ، تحقيق مصطفى الشويحي. مؤسسة بدران ـ بيروت ١٩٦٤ ص ٧٩.