عباس قد أوصى أن يدفن إلى قرب المعشوق ، وأن يبنى على القبرين قبتان ، فنفذت وصيته ببنائهما ، وبإحداث بعض الأبنية إلى قربهما ، وما تزال ماثلة إلى اليوم ، وهي تقوم على نشز عال بين سهول رأس العين وهو تل بارز ، وذكر القلانسي في حوادث سنة ٥٠١ ه / ١١٠٨ م أن بغدوين ملك الفرنج جمع حزبه المفلول وعسكره المخذول ، وقصد ثغر صور ونزل بإزائه وشرع في عمارة حصن بظاهرها على تل المعشوقة (١).
أصل الإسم : اسم مفعول من عشق.
موقعها : ترتفع ٥٠ مترا عن سطح البحر ، من ضواحي مدينة صور ومن أعمالها ، على مسافة ٣ كلم شرقا تتبع البرج الشمالي.
شيء من تاريخها : بالإضافة إلى الآثار القديمة الفينيقية والرومانية ، فقد شهدت هذه المنطقة معظم الحروب التي دارت بين الصليبيين والمسلمين ، في احتلال صور من قبل الصليبيين ، وفي حروب طرد الصليبيين. وقال القرماني : «سور معشوقة : كانت مدينة على ساحل بحر الشام بقرب صيدا ولها يمناء وآثار سور المدينة باقية إلى يومنا هذا وهو أواخر سنة سبع بعد الألف / [١٥٩٩ م] وهي خراب يسكنها بعض الفلاحين ينسب إليها موسى السوراني من الأبدال صاحب الحظوة» (٢). ذكر روبنسون القناطر المدورة الوطيئة فيها ، كانت فيها أقنية تصل إلى المعشوق فتروي المروج والجنائن وحقول القطن في السهل شرق صور (٣).
قدر العنداري عدد سكانها سنة ١٩٧١ م ب ٤٧٠ نسمة (٤) ، وقدرهم علي
__________________
(١) ابن الفلانسي : ذيل تاريخ دمشق مطبعة الآباء اليسوعيين بيروت ١٩٠٨ ، ص ١٧٨.
(٢) القرماني : كتاب اخبار الدول وآثار الأول ، ص ٤٥٦.
(٣) روبنسون : يوميات في لبنان ، ١ : ٣٣ ـ ٣٤.
(٤) دليل المدن والقرى اللبنانية قضاء صور ، رقمها ٨٢.