يسكنها القيمون على خدمة ذلك المقام من اسرة (غول) وهم يبلغون زهاء (٥٠) من المسلمين الشيعيين.
وكانت من أعمال الجديدة ، وهي منها جنوبا على بعد أربع ساعات ، ومن بنت جبيل شرقا على بعد ساعة ونصف ساعة.
ومقام يوشع عليهالسلام هذا من مزارات العامليين المعروفة يختلفون إليه في مواسمها [وهي] شرقي قدس على ميل وبعض ميل منها ، ومن وادي الأردن على مسافة ميلين تقريبا. أما القول بأن فيه مدفن يوشع عليهالسلام فهو المعروف في جبل عامل ، وهو من جملة المزارات المحترمة فيه ، تقدم له النذور ويؤمه الكثيرون في أيام الزيارات المعروفة عند الشيعة ، ولكن في حالة يمقتها الشرع وينبذها المذهب ، وما أيام الزيارات عند هذا الفريق من الناس إلا مواسم لهو ولعب وجماع مفاسد اخلاق ومناكير. ومناشئ منازعات ومشاحنات بين المجتمعين فيه من مختلف البلدان العاملية ، وقلّ من يقصده من المتورعين ورجال الدين والعلم في هذه المواسم.
والظاهر من قواعد بناء هذا المقام أنه قديم ، وقد بنى عليه المرحوم حمد بك من آل (١) الصغير حاكم بلاد بشارة في أواسط المائة الثالثة عشرة الهجرية المتوفى سنة ١٢٦٩ ه / ١٨٥٢ م قبة فخمة ، وبنى المرحوم علي بك الأسعد قبة على قبر حمد البك محاذية لقبة هذا المقام ، وابنية أخرى يسكنها القيمون على خدمته بعائلاتهم. وأما شهرة هذا المقام فلا ترجع إلى مستند تاريخي ، والظاهر من نص التوراة في سفر يشوع فصل ٧٣ و ٢٤ أن مدفنه في أرض ميراثه في ثمنة سارح على جبل افرايم إلى شمال جبل جاعش ، وأن ثمنة سارح هي تبنة أو تبنى في جنوبي نابلس ، وأيد ذلك اكتشاف كاران
__________________
(١) بناه ناصيف النصار سنة ١١٨٧ ه / ١٧٧٥ م وارخ البناء الشيخ إبراهيم يحيى بأبيات انظر خطط جبل عامل ص ٣٧٣.