من قتل من الصحابة يوم الحرة
وممن قتل صبرا يومئذ من الصحابة : عبد الله بن حنظلة الغسيل ـ قال ابن حزم : قتل مع ثمانية من بنيه ـ وعبد الله بن زيد حاكي وضوء النبي صلىاللهعليهوسلم ومعقل بن سنان الأشجعي ـ وكان شهد فتح مكة ، وكان معه راية قومه يومئذ ـ وفيه يقول الشاعر :
ألا تلكم الأنصار تبكي سراتها |
|
وأشجع تبكي معقل بن سنان |
ومحمد بن عمرو بن حزم الأنصاري ، وقد ذكر ابن جرير الطبري الإمام أن عبد الله بن الغسيل كان يقول :
بعدا لمن رام الفساد وطغى |
|
وجانب القصد وأسباب الهدى |
لا يبعد الرحمن إلا من عصى |
ثم تقدم فقاتل حتى قتل ، وقتل معه أخوه لأمه محمد بن ثابت بن قيس بن شماس الأنصاري ، وأبوه كان خطيب رسول الله صلىاللهعليهوسلم حين ورد وفد تميم ، وجعل مسلم بن عقبة يطوف على القتلى ومعه مروان بن الحكم ، حتى مر على عبد الله بن الغسيل وهو ماد أصبعه السبابة ، فقال مروان : أما والله لئن نصبتها ميتا لطالما نصبتها حيا.
وروى عن محمد بن كعب القرظي قال : قال مروان لعبد الله بن حنظلة الغسيل وقد رآه مشيرا بإصبعه وقد يبست : لئن أشرت بها ميتا لطالما دعوت وتضرعت بها إلى الله تعالى ، فقال رجل من أهل الشام : إن كان هو كما تقول فما دعوتنا إلا لقتل أهل الجنة ، فقال مروان : خالفوا ونكثوا.
وفي الذيل على ابن النجار للعراقي : ذكر محمد بن سعد في الطبقات أن مروان بن الحكم كان يحرض مسلم بن عقبة على أهل المدينة ، وجاء معه معينا له حتى ظفر بهم ، وانتهبت المدينة ، فلما قدم مروان على يزيد شكر له ذلك وأدناه.
وروى ابن الجوزي بسنده إلى سعيد بن المسيب قال : ما أصلي لله تعالى صلاة إلا دعوت على بني مروان.
وبسنده أيضا إليه قال : لقد رابني ليالي الحرة ما في المسجد أحد من خلق الله غيري ، وإن أهل الشام ليدخلون زمرا يقولون : انظروا إلى هذا الشيخ المجنون ، ولا يأتي وقت صلاة إلا سمعت أذانا من القبر ، ثم أقيمت الصلاة فتقدمت فصليت وما في المسجد أحد غيري.
وبسنده أيضا إلى المدائني عن أبي قرة قال : قال هشام بن حسان : ولدت بعد الحرة ألف امرأة من غير زوج.