وتظل تنصفنا (١) بها قروية |
|
إبريقها برقاعه ملثوم |
وإذا تعاورت الأكفّ زجاجها |
|
نفحته فنال (٢) رياحها المزكوم |
فقال الشعبي : أشعر منك الذي قال (٣) :
وأدكن عاتق جحل سبحل |
|
صبحت براحه شربا كراما |
من اللآلي حملن على الروايا |
|
كريح المسك تستلّ الزكاما |
فقال له الأخطل : من يقول هذا يا شعبي؟ قال : الأعشى ، قال : قدوس قدوس ، فعل الأعشى وذكر أمهات الشعراء. قال الخطابي فتأمل أين منزلة أحدهما من الآخر؟ لم يزد الأخطل حين احتشد على أن جعل رائحتها لذكائها تنفذ حتى تخلص إلى الرأس فينالها المزكوم ، وجعلها الأعشى لحدّتها وفرط ذكائها مستلّة للزكام طاردة له (٤).
قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف ، وأنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الوحش سبيع بن المسلم عنه ، أخبرنا أبو أحمد عبيد الله بن محمّد بن أحمد بن أبي مسلم الفرضي ، حدّثنا أبو بكر محمّد بن يحيى بن عبد الله الصولي ، أخبرنا محمّد بن زكريا الغلابي ، حدّثنا عبد الله بن الضحاك ، عن الهيثم ، عن ابن عياش قال : دخل الشعبي على الأخطل وبين يديه رياحين ولخالخ وهو يشرب ، فقال : يا شعبي غلب الأخطل الشعراء ، فقال : بأي شيء؟ قال : بقوله :
ويظلّ تنصفنا بها قروية |
|
إبريقها بلتاعة (٥) ملثوم |
فإذا تعاورت الأكفّ زجاجها |
|
نفحت فنال (٦) رياحها المزكوم |
فقال له الشعبي : فقد سبق الأخطل إلى هذا ، قال : وأين؟ قال [قال](٧) الأعشى :
وأدكن عاتق جحل سبحل |
|
صبحت براحه شربا كراما |
من اللائي جعلن على الروايا |
|
كريح المسك تستلّ الزكاما |
__________________
(١) رسمها بالأصل : «؟؟؟» وفي م : «م؟؟؟ ا» والمثبت عن «ز» ، ود ، والديوان والأغاني.
(٢) الأصل ود ، وم : فقال ، والمثبت «فنال» عن «ز» ، والديوان ، وفي الأغاني : فشمّ.
(٣) ديوان الأعشى ص ١٩١ والأغاني ٩ / ١٢٣.
(٤) كتب بعد في «ز» : آخر الجزء الثالث والتسعين بعد الأربعمائة من الأصل.
(٥) كذا بالأصل ود ، و «ز» ، وم ، ومرّ في الديوان : برقاعه.
(٦) الأصل وم ود : فقال ، والمثبت عن «ز».
(٧) سقطت من الأصل وم ود ، واستدركت عن «ز».