ويقول : ( * وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ ) (١).
فإذا تممت المرأة الرضاعة ، وكان حمله وفصاله ثلاثين شهراً ، كان الحمل ستة أشهر.
وكان هذا حكم الله من كتاب الله ، فكررها عمر قائلاً :
« لولا عليّ لهلك عمر » وأضاف إليها وفي مجالات آخر :
« لا أبقاني الله لمعضلة ليس لها أبو الحسن ».
ونزلت بعمر نازلة قام لها وقعد ـ كما يروي ذلك ابن أبي الحديد ـ فقال عمر لمن عنده : ما تقولون في هذا الأمر ، فقالوا أنت المفزع مقضب وقال : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ) (٢) أما والله إني وإياكم لنعلم ابن بجدتها والخبير بإدارتها ، فقالوا : كأنك أردت علي بن أبي طالب ؛ فقال : وأنى يعدل بي عنه وهل طفحت حرة بمثله؟ قالوا فلو دعوته يا أمير المؤمنين : فقال : هيهات إن هناك شمخاً من هاشم ، وإثرة من علم ، ولحمة من رسول الله ، إن علياً يؤتى ولا يأتي ، فامضوا بنا إليه ، فمضوا نحوه ، فألفوه في حائط له عليه تبّان ، وهو يركل مسحاته ويقرأ : ( أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى ) (٣) ودموعه تنهمل على خديه ، فأجهش الناس لبكاءه وسأله ابن الخطاب عن تلك الواقعة ، فأجاب علي ، فقال عمر :
« أما والله لقد أرادك الحق ، ولكن أبى قومك ».
__________________
(١) سورة البقرة ، الآية : ٢٣٣.
(٢) سورة الأحزاب ، الآية : ٧٠.
(٣) سورة القيامة ، الآية : ٣٦.