العشرين ، وكان عمر يخاطبه بالأمير ؛ وهلا كرر الثاني عند ترشيحه لعثمان في حبه لبني أمية ، وإيثارهم في كل شيء ، وهلاّ حاذر على المسلمين من ذلك. ولكن عمر لم يكن جاداً فيما قال ، بل كان سياسياً حاذقاً يبرم الأمر إبراماً ، ويشده شداً وثيقاً ، وهو القائل لابن عباس مراراً وتكراراً في علي :
« ما أرى ـ يا ابن عباس ـ صاحبك إلا مظلوماً ».
قال ابن عباس فأردد إليه ظلامته يا أمير المؤمنين ، فقال :
هيهات يا ابن عباس. قالها دون تعليل!!
ولكن عمر قد يدافع عن وجهة النظر لديه ، ويعاتب من يدعي ظلم عليّ عليهالسلام ، فقد قال لابن عباس وكان لصيقاً به :
« إني قد بلغني عنك كلام أكره أن أخبرك به ».
فقال ابن عباس : ما هو يا أمير المؤمنين ... ، فقال عمر :
« بلغني أنك لا تزال تقول : أخذ هذا الأمر منا حسداً وظلماً ».
فقال ابن عباس : « نعم حسداً ، وقد حسد إبليس آدم فأخرجه من الجنة ؛ ونعم ظلماً ؛ وإنك لتعلم صاحب الحق من هو ؛ ألم تحتج العرب على العجم بحق رسول الله؟ وأحتجت قريش على سائر العرب بحق رسول الله ؛ فنحن أحق برسول الله من سائر قريش ».
ولم يكن عمر ليجهل هذه الحقيقة ، ولم يكن له أن ينكرها ، ولكنه يعود إلى أن القوم كرهوا من عليّ حداثة سنه ، وما هو قريب إلى ذلك ، مما لا يشكل إقناعاً ، ولا يعد جواباً ، وإذا أجاب عمر فمن ذا يعترض ، ومن ذا يغير وهو القوي المطاع.