عبد الرحمن بن أبي بكر يرى الهرمزان وأبا لؤلؤة غلام المغيرة بن شعبة ، وجفينة غلام سعد بن أبي وقاص يتشاورون وبينهم خنجر له رأسان ، وكان تشاور ثلاثة من الأعاجم ومعهم سلاح جديد مما يثير الشبهة في حدود كثيرة.
ومهما يكن من شيء فقد قتل عمر صبيحة ليلة الاجتماع بالسلاح نفسه مما حدا بعبيد الله بن عمر ان يقتل الهرمزان وجفينة وطفلة لأبي لؤلؤة بعد علمه بالنبأ دون تمحيص أو دراسة.
ولم يكن كعب الأحبار بمنأى عن التهمة بالتخطيط لهذا المصرع كما يبدو ذلك للباحث الموضوعي ، فهي مؤامرة فارسية يهودية دون أدنى شك ، ولعلها باشتراك من أولئك النفر الذين تقوضت مصالحهم بشدة عمر ، كعمرو بن العاص ، والغيرة بن شعبة الذي درأ عنه عمر حد الزنا بشهادة زياد ابن أبيه المنقوصة ، حتى أن عمر نفسه كان يخاطب المغيرة مراراً وتكراراً :
والله ما أظن أن أبا بكرة قد كذب عليك ، وما رأيتك إلا وظننت أن نجوم السماء سترجمني وأبو بكرة أخ زياد لأمه ، وقد شهد عليه بالزنا هو وأخوه نافع وشبل بن معبد.
والمغيرة مشهور بالزنا والغدر ، فما يمنعه أن يغدر بعمر عن طريق غلامه ، وجفينة غلام سعد بن أبي وقاص أعجمي وهو من منفذي الجريمة ، وسعد كان سيئ الرأي بعمر ، وهو نجل الأمويين من جهة الأم ، فما المانع أن يستطيل حياة عمر ليتسلم الأمويون الحكم ؛ ولا أشك باندفاع جماعة من قريش وراء الحادث كأبي سفيان للغرض نفسه ، وأن يكون هذا العمل بقيادة كعب الأحبار الذي بدا ناصحاً متنبئاً شفيقاً في سلاح ذي حدين : الظهور بمظهر العالم بالغيب ، والإفادة لدى من