وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار ».
وكان الوليد يرى في قوله تعريضاً بعثمان ، فيزود عثمان بما يطعنه به ، ويستزيد من عنده ما يشاء ، لا يتحرج من ذلك ولا يتأثم ، حتى أوغر صدر عثمان منه ، فأشخصه إلى المدينة ، ودخلها وعثمان يخطب ، فقال عند دخوله المسجد : « ألا إنه قد قدمت عليكم دويبة سوء من يمشي على طعامه يقيء ويسلح ».
وكان هذا من عثمان استهزاء أي استهزاء ، وإهانة ما بعدها إهانة ، واستخفاف بمكانة الرجل ، فرّد عليه ابن مسعود : لست كذلك ، ولكني صاحب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يوم بدر ويوم بيعة الرضوان. وكان موقف عبد الله فيهما عظيماً ؛ وأنكرت عائشة تهجم عثمان على عبد الله وقالت : « أي عثمان : أتقول هذا لصاحب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ».
وأمر عثمان بإخراجه ، فأخرج من المسجد بعنف وقسوة ، وضربت به الأرض ، فانكسر بعض أضلاعه. فعظم ذلك على المسلمين ، واستنكر الإمام علي ذلك ، والتفت إلى عثمان قائلاً : « تفعل هذا بصاحب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عن قول الوليد ». فقال عثمان : ما من قول الوليد فعلت هذا ، ولكن أرسلت زبيد بن كثير ، فسمعه يحل دمي. فقال علي عليهالسلام : زبيد غير ثقة.
ثم أمر عليٌّ بحمل ابن مسعود إلى منزله ، وهو يعالج أضلاعه ، حتى إذا برئ ، رغب أن يخرج إلى الشام غازياً ، فمنعه عثمان بإشارة مروان قائلاً : إنه أفسد عليك الكوفة ، فلا تدعه يفسد عليك الشام.
وما اكتفى عثمان بهذا الحجز بل قطع عن الرجل عطاءه من بيت