في غير مواضعها ، وأنكر التصرف الكيفي في الأموال ؛ فقد أخذ عثمان عقد جوهر نفيساً من بيت المال وحلّى به ابنته ، فغضب المسلمون ونالوا من عثمان ، واستهجنوا استطالته لذلك حتى أحرج ، فخطب ثائراً وقال :
« لنأخذن حاجتنا من هذا الفيء وإن رغمت أنوف قوم ». فقال أمير المؤمنين عليهالسلام : « إذن تمنع من ذلك ويحال بينك وبينه ».
وقال عمّار : أشهد الله أن أنفي أول راغم من ذلك. فقال عثمان : أعليّ يا ابن المتكاء تجترئ؟ خذوه ، فأخذ وأدخل على عثمان في داره ، فضربه ضرباً موجعاً حتى غشي عليه ، وحمل إلى منزل أم سلمة زوج النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو مغشي عليه ، ففاتته صلاة الظهر والعصر والمغرب ، فلما أفاق صلى قضاءً وقال :
الحمد لله ليست هذه أول مرة أوذينا فيها في الله.
واحتجت عائشة على هذا العقاب العرفي ، وأنكرت هذا الإجراء التعسفي ، وأخرجت شيئاً من شعر رسول الله وثوباً من ثيابه ، ونعلاً من نعاله ، وقالت :
هذا شعر النبي وثوبه ونعله لم يبل ، وعثمان أبلى سنتّه.
فضج الناس بالبكاء ، وارتج على عثمان حتى لا يدري ما يقول.
وكتب المسلمون كتاباً لعثمان ، استعرضوا فيه أعمال عثمان ، وسوء حالة الرعية ، وظلم الولاة ، واحتجان بيت المال ، واختاروا عمّاراً أن يوصله لعثمان ، فأوصله إليه ، ففضّه وقرأ شطراً منه ، وقال له : أين أصحاب الكتاب؟ فقال عمار : تفرقوا خوفاً منك ، فقال عثمان : أعليّ تقدم من بينهم؟ فقال عمار :
لأني أنصحهم لك ، فجبهه عثمان : كذبت يا ابن سمية!!