سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بهاتين وإلا فصّمتا ، ورأيته بهاتين وإلا فعميتا ، يقول : عليٌ قائد البرّرة ، وقاتل الكفرة ، منصور من نصره ، فخذول من خذله؛ أما أني صليت مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم صلاة الظهر ، فسأل سائل في المسجد ولم يعطه أحد شيئاً ، فرفع السائل يده إلى السماء ، وقال : اللهم إشهد أني سألت في مسجد رسول الله فلم يعطني أحد شيئاً ، وكان عليٌ راكعاً فأومأ بخنصره اليمنى ، وكان يتختم فيها ، فأقبل السائل حتى آخذ الخاتم من خنصره ، وذلك بعين رسول الله؛ وفي خبر آخر في حديث طويل يشتمل على حديث المنزلة ، فسأله النبي : ماذا أُعطيت ، قال خاتم من فضة ، قال : من أعطاكه؟ قال : ذلك القائم ، فإذا هو عليٌّ ، قال : على أي حال أعطاكه؟ قال : أعطاني وهو راكع. فكبر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إذ نزلت عليه الآيتان :
( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (٥٥) وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ) (١).
وقد أجمع المسلمون على نزول هاتين الآيتين في حق علي عليهالسلام.
وعن ابن عباس : كانت مع علي أربعة دراهم ، فتصدق بواحد ليلاً ، وبواحد نهاراً ، وبواحد سراً، وبواحد علانية ، فنزلت : ( الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ) (٢). وتحلق المتنطّعون حول النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وجلس إليه الأغنياء ، يبددون وقته بالهذر ، والنبي صابر ، ويساروّن إليه بما قد لا ينفع ويمنعه خلقه من الامتناع عليهم ، فكان الاستئثار بوقت القائد ، وكانت الثرثرة حيناً ، والتمادي بتلك الثرثرة حيناً
__________________
(١) سورة المائدة ، الآيتان : ٥٥ ، ٥٦.
(٢) سورة البقرة ، الآية : ٢٧٤.