خراجها ». ووزارة الدفاع « جهاد عدوها ». ووزارة الداخلية « استصلاح أهلها » ووزارة الزراعة والإعمار : « عمارة بلادها » في حين لم تكن هذه المصطلحات معروفة ، ولا هذا الاستيعاب مشاعاً.
ولدى إلقاء الضوء على هذا العهد تجد الإمام فيه : قد أمر بتقوى الله ، وأن يكسر الوالي من نفسه عند الشهوات ،
و« إشعار قلبه الرحمة للرعية ، والمحبة لهم ، واللطف بهم ».
فلا يندم على عفو ، ولا يتبجح بعقوبة ، وأمره بأن ينصف الله والناس من نفسه ومن خاصة أهله ، وليكن أحب الأمور إليه أوسطها في الحق ، وأعمها في العدل ، وأمره بإبعاد من يطلب معايب الناس ، وأن لا يدخل في شؤونه بخيلاً ولا جباناً ولا حريصاً وعلل ذلك بأنها غرائز يجمعها سوء الظن بالله. وأمره بإبعاد وزراء السوء فإنهم أعوان الأئمة ، وإخوان الظلمة. واستخلاص خيرة الوزراء والحاشية ممن لا أصر له ولا وزر. وأمره بجعل خاصته أهل الورع والصدق ، ولا يكونن المحسن والمسيء بمنزلة سواء لديه ، ووجهه بالإحسان إلى الرعية وتخفيف المؤن عنهم ، وتعدي ذلك أن ألزمه بعلية القوم علماً وحكمة « وأكثر مدارسة العلماء ، ومناقشة الحكماء في تثبيت ما صلح عليه أمر بلادك ، وإقامة ما استقام به الناس قبلك ».
وما أوضحه الإمام فيما سبق دستور متكامل لكل رئيس دولة ، وحاكم أمة بالعدل ، في جعل الله نصب عينه سراً وعلناً ، واختيار وزراءه وقواده وأمراءه في ضوء ما القى الإمام من ملكات ، واصطفاء الديوان والحاشية والمرافقين ممن لا وزر فيه ، ولا سوابق مشينة لديه ، وأن يكون ذوو التخصص الدقيق هم أصحاب الرأي في شؤون البلاد.