الصلات بأعداء أمير المؤمنين ، فكان يجتمع بالأشعث بن قيس تارة ، ويتعد مع اثنين من الخوارج هما شبيب بن بحران ووردان بن مجالد تارة أخرى ، وكان الأشعث متحمساً للفتك بأمير المؤمنين ، وعبد الرحمن بن ملجم في ضيافته ، يتعهده بالألطاف ، ويبرّه في المأكل والمشرب.
ويروي أبو الفرج الأصبهاني أن الأشعث كلم الإمام في أمر ، فأغلظ له الإمام وانتهره ، فعرض له الأشعث أنه سيفتك به ، وفهم الإمام تعريضه فقال :
« أبالموت تخوفني وتهددني ، فوالله ما أبالي وقعت على الموت أو وقع الموت عليّ ». وكان الإمام يستصغر قدر الأشعث ، ويحتقر ذكره.
وحانت ساعة الإغتيال ، فالتفت الأشعث إلى ابن ملجم وقال : النجاء النجاء بحاجتك فقد فضحك الصبح. مما يعني أن الأشعث كان ظالعاً بالمؤامرة مع الخوارج وسواهم دون شك ، في إيوائه لابن ملجم ، وفي تهديده للإمام ، وفي علمه بالتوقيت ، وفي إعجاله لابن ملجم على تنفيذ الاغتيال.
وأحسب أن الأشعث هذا ، وأمثال الأشعث ممن لم يذكر التأريخ أسماءهم ، كانوا يدبرون لهذا الاغتيال ، بالاتفاق مع معاوية ، ومعاوية يبذل لهم الأموال الطائلة يشتري بذلك دينهم وولاءهم وضمائرهم إن كانت لهم ضمائر ، حتى أن قلهاوزن يذهب : أن قتل الإمام علي قد تم على عدة بين ابن ملجم ومعاوية ونسبه إلى الطبري. ولا مانع لدى معاوية أن يستعين بابن ملجم والأشعث وسواهما لقتل الإمام.
وهناك نص أدبي يرويه أغلب المؤرخين ، وهو عبارة عن أبيات