لأبي الأسود الدؤلي صاحب الإمام ، قد وجهها إلى معاوية ، ينسب فيها قتل الإمام لمعاوية وأنصاره ، يقول :
ألا أبلغ معاوية بن حـرب |
|
فلا قرّت عيون الشامتينا |
أفي شهر الصيام فجعتمونا |
|
بخير الناس طراً أجمعينا |
قتلتم خير من ركب المطايا |
|
وذللها ، ومن ركب السفينا |
ومن لبس النعال ومن حذاها |
|
ومن قرأ المثاني والمئينا |
ومما يتقدم يبدو أن المؤامرة قد أشرف على تنفيذها هذا الثلاثي الذي شكّل الجبهات الثلاث المعادية لأمير المؤمنين ، وأن الخوارج لم يستقلّوا بذلك وحدهم ، وإن كان لهم أمر التنفيذ.
ومهما يكن من أمر ، فقد خرج الإمام لصلاة الصبح وهو ينادي بالمسلمين : الصلاة الصلاة ، بما رواه أبو الفرج عن أبي مخنف عن عبد الله بن محمد الأزدي ، قال : إني لأصلي في تلك الليلة بالمسجد الأعظم مع رجال من أهل المصر كانوا يصّلون في ذلك الشهر من أول الليل إلى آخره ، إذ نظرتُ إلى رجال يصّلون قريباً من السدّة ، قياماً وركوعاً لا يسأمون إذ خرج عليهم : علي بن أبي طالب عند الفجر ، فأقبل ينادي : الصلاة الصلاة ، وبعدها رأيت بريق السيف ، وسمعت قائلاً يقول : الحكم لله لا لك ياعلي. ثم رأيت بريق سيف آخر ، وسمعت قائلاً يقول : لا يفوتنكم الرجل ، وكان الأشعث بن قيس قال لابن ملجم : النجاء لحاجتك قبل أن يفضحك الفجر.
هذه رواية شاهد عيان للحادثة ، وغير هذه الرواية يتفق معها.
وقد عقب أبو الفرج على الرواية بقوله : « فأما بريق السيف الأول فإنه كان سيف شبيب بن بحران ، وقد ضرب الإمام فأخطأه ، ووقعت ضربته في الطاق ، وأما بريق السيف الثاني فإنه ابن ملجم ضربه على