رأسه ، فأثبت الضربة في وسط رأسه ».
وكان ابن ملجم قد أمهل الإمام في صلاته الركعة الأولى ، وقام الإمام الى الثانية ، وأهوى الإمام إلى السجود ، وحينما رفع جبهته من السجدة الثانية ، أهوى عليه بالسيف ، فعممه على رأسه ، وبلغت ضربته الدماغ ، وهو يقول : « الحكم لله يا علي لا لك » والإمام فيما يروي المؤرخون يقول : « فزت ورب الكعبة ».
وكذلك يروون أن آخر كلام سمع منه قبل أن يموت هو تلاوته لقوله تعالى : ( فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (٧) وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ) (١).
واضطرب الناس في مسجد الكوفة عند سماع أمير المؤمنين يقول : لا يفوتنكم الرجل ، فشدوا على ابن ملجم من كل مكان فقبض عليه المغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب وصرعه وأخذ السيف منه ، وأدخل على أمير المؤمنين فقال : « النفس بالنفس » إن أنا متُ فاقتلوه ، وإن سلمت رأيت فيه رأيي ».
فقال ابن ملجم : لقد اشتريت سيفي بألف ، وسممته بألف ، فإن خانني فأبعده الله ، وأحدق الناس بابن ملجم يريدون قتله ، وهم يقولون : يا عدو الله ماذا صنعت ، لقد أهلكت أمة محمد ، وقتلت خير الناس بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو ساكت لا يتكلم.
واستدعى أهل الكوفة الأطباء للنظر في جرح الإمام ، وفي طليعتهم الجراح العربي المعروف أثير بن عمرو بن هاني ، وكان يداوي الجراحات الصعبة ، فلما نظر في جرح الإمام بكى وقال :
__________________
(١) الزلزلة : ٧ ، ٨.