اعهد عهدك يا أمير المؤمنين فإن ضربة اللعين قد وصلت أم رأسك.
فأستقبل الإمام النبأ باليقين والصبر الجميل ، وكان الإمام في هذه اللحظات الحرجة متيقظاً تماماً فلم ينسَ النصح لأمة محمد ، والتفت إلى أبنائه قائلاً من وصيته عند الموت :
« الله الله في الفقراء والمساكين فأشركوهم في معايشكم ، الله الله فيما ملكت أيمانكم فإن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في آخر ما أوصى به قال : أوصيكم بالضعيفين مما ملكت أيمانكم ».
ومضى عليهالسلام يقول : قولوا للناس حسناً كما أمركم الله ، ولا تتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيتولى ذلك غيركم ، وتدعون فلا يستجاب لكم ، وعليكم بالتواضع والتباذل ، وإياكم والتقاطع والتفرق ، وتهاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الأثم والعدوان ».
وأوصاهم بأداء الصلاة وتلاوة القرآن.
وجمع إليه بنيه وأوصاهم بإطاعة الحسن والحسين لأنهما إمامان قاما أو قعدا ، ونصّ على إمامة ولده الحسن عليهالسلام.
وظل الإمام يعاني من ضربته تلك حتى قضى نحبه صابراً شهيداً محتسباً ليلة إحدى وعشرين من شهر رمضان عام أربعين من الهجرة.
ومضى علي عليهالسلام شهيد عظمته ، وقتيل مبادئه الصارمة ، لم يخلف بيضاء ولا صفراء (١).
__________________
(١) ظ : في نصوص الفصل الثاني ووقائعه كلاً من :
ابن الأثير / الكامل في التأريخ + الأمين العاملي / أعيان الشيعة + البلاذري / فتوح البلدان + ابن حجر / الصواعق + ابن أبي الحديد / شرح النهج + هاشم