عبد الرحمن بن عوف ، رشح فيه عثمان بما رسم وخطط تعييناً وتعيناً ، وأقصى علياً في رؤية واضحة لا أبهام فيها ولا غموض ، وبويع عثمان فأستقبل المسلمون بيعته بالكراهية والسخط ، وزاد في الطين بلة بسياسته من الصحابة لا سيما أبي ذر وعمار بن ياسر وعبد الله بن مسعود بما مثلّه البحثان الثامن والتاسع في تكثيف وموضوعية.
ونقم المسلمون على عثمان سياسته المالية ، وسياسته العمالية في تعيين الولاة ، وإستئثاره بالفيء ، وتسليط مروان على مرافق الدولة ، وإستهتار عماله بحقوق المسلمين ، وضعف شخصيته ، وتداعي هيبة الخلافة ، فتجمعت الأمصار ، وكثر اللغط ، وغدر مروان ، فكان التغيير الجذري بثورة المسلمين مصريين وعراقيين وحجازيين ، وأمسك معاوية بجيشه السوري المنظم عن نصرته ، وتربص حتى مصرعه ، فكان له ما أراد ، إذ أجهز الثائرون على عثمان من كل صوب وحدب ، وقتل طعيناً وأنصاره بمشهد وبمسمع ، ومنتدى ومجمع ، لم يحركوا ساكناً ، إلا لماضة من إحتجاج مصطنع ، لا يسمن ولا يغني من جوع.
ولقد نصح له عليّ عليهالسلام ما أستطاع إلى ذلك سبيلاً ، وقد إستجاب له عثمان بحدود معيّنة ، ولكن مروان أفسد على عثمان رأيه ، فكانت الفتنة بما صورناه في البحث تصويراً فاعلاً نابضاً بوقائع الأمور الصادقة دون أية إضافة أو تزيّد.
وكان الفصل الثالث بعنوان : « عليّ في قيادته للأمّة » في أربعة عشر مبحثاً ، لا أستطيع الوفاء بأنجازاتها العلمية ، فيها العرض الصادق ، والاجتهاد المتميّز ، والحقائق الناصعة ، والأضواء الكاشفة ، والتأريخ الصقيل الخالص ، والتقييم الموضوعي الرائد ، والمناخ الانساني