فمنحه الله الحياة ، وانتشار الذكر والأثر ، وبرز مرتجزا :
لا تعجلن فقد أتاك |
|
مجيب صوتك غير عاجز |
ذو نية وبصيرة |
|
والصدق منجي كل فائز |
إني لارجوا أن أقيم |
|
عليك نائحة الجنائز |
من ضربة نجلاء يبقى |
|
صيتها بعد الهزاهز |
فحمي عمرو لذلك ، وقال له : من أنت؟ فقال علي ، قال ابن من؟ قال : ابن عبد مناف ؛ أنا علي بن أبي طالب.
إرتهب عمرو من الاسم ، وأبدى تريثا في دهاء ، وأظهر إشفاقا في إفتعال ، فقد طار صيت علي في بدر وأحد وسواهما ، وعمروُ المرتث في بدر ، وهو العارف بمبارزه هذا حقا ، فقال : « يا ابن أخي ... قد كان أبوك لي صديقا في الجاهلية ، وكنت له نديما ، وأكره أن أهريق دمك. فقال علي : لكني والله ما اكره أن أهريق دمك ، فحمي عمرو ثانية وغضب لذلك ، فبدره عليّ وقال له : قد كنت تعاهد الله لقريش أن لا يدعوك رجل الى خلّتين إلا قبلت منه أحدهما. قال : أجل ، فقال علي : فإني أدعوك الى الله عز وجل والى رسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم والإسلام. فقال : لا حاجة لي في ذلك. قال فإني ادعوك الى البراز. فأجابه الى ذلك ، واتفقا على البراز ، وهنا اشتهر عن النبي أنه قال : « برز الإيمان كله الى الشرك كله ».
ونزل عمرو عن فرسه فعقرها ، وأقبل على عليّ وسل سيفه كأنه شعلة نار ، وضرب عليا على رأسه فشجّه ، وضربه علي على حبل عاتقه فسقط الى الارض كالجبل وقد أثقلته الجراح ، فجلس علي على صدره ، وثارت لهما غبرة ، كبّر علي ، فعلم المسلمون بمصرع عمرو ، وكبّر المسلمون ؛ ولما قتل عمرو هرب الذين معه بخيولهم حتى