عمر فردّه ردا عنيفا ، ثم اتجه الى الإمام علي عليهالسلام فدخل عليه ، وعنده فاطمة بنت محمد ، وبين يديها الإمام الحسن وهو صبي يدرج ، وقال للإمام :
يا علي : إنك أمس القوم بي رحما ، وقد جئت في حاجة ، فلا أرجعن كما جئت خائبا ، فأشفع لي عند محمد.
فقال علي عليهالسلام : « لقد عزم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم على امر ما نستطيع أن نكلمه فيه » فأيس من علي ، والتفت الى الزهراء ، والحسن أمامها :
« يا بنت محمد ، هل لك أن تجعلي بنيّك هذا سيد العرب الى آخر الدهر فيجير بين الناس ».
فقالت الزهراء عليهاالسلام : « ما بلغ بنيّ أن يجير بين الناس ، وما يجير على رسول الله أحد ». فبهت أبو سفيان ، وضل إدراكه ، وفقد صوابه ، واتجه الى علي ثانية : يا أبا الحسن ... إني أرى قد اشتد عليّ فانصحني. فقال علي : ما أعلم شيئا يغني عنك ، ولكنك سيد بني كنانة فاجر بين الناس ، ثم الحق بأرضك ، قال : أو ترى ذلك مغنيا عني شيئا ، فقال لا أظن ، ولكن لا اجد لك غيره.
وقد اجتهد عليّ مؤتمنا « والمستشار مؤتمن ».
فهو لا يستطيع أن يجير على رسول الله.
وهو لا يستطيع أن يفيد أبا سفيان.
وهو لا يستطيع أن يشير على أبي سفيان بأكثر من هذا.
وذهب أبو سفيان للمسجد فقال : أيها الناس إني قد أجرت بين الناس.