كان قوم من العرب قد قرروا أن يبيتوا النبي بالمدينة غدراً ، فسار عليٌّ عليهالسلام متعصباً معلماً حتى وافاهم بسحر ، فأقام حتى أصبح وصلى بأصاحبه الغداة ، وصفّهم واتكىء على سيفه ، وقال للعدو :
يا هؤلاء أنا رسولُ رسولِ الله إليكم أن تقولوا : لا إله إلا الله ، وأن محمداً عبده ورسوله ، وإلا لأضربنكم بالسيف ، قالوا ارجع كما رجع صاحباك ، قال : أنا لا أرجع ، لا والله حتى تسلموا أو أصربكم بسيفي هذا ، أنا علي بن أبي طالب.
فاضطرب القوم وزلزلوا زلزالاً شديداًً لما سمعوا باسمه وعرفوه ، ولو راجعوا أنفسهم وحكمّوا عقولهم لاختاروا السلم والدعة والأمن ، ولكن الطيش والغرور والكبرياء قد دفعت بهم لاختيار القتال ، فبرز إليهم علي عليهالسلام فقتل منهم في حملة واحدة ستة أو سبعة ، وانهزم المشركون وظفر المسلمون ، وغنموا ما شاء لهم أن يغنموا ، وكانت هزيمة المشريكن منكرة ، وأصداؤها تنتشر بين قبائل العرب ، فازدادت هيبة الإسلام في النفوس ، وأخبر جبرائيل النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بالفتح ، ونزلت حينئذٍ سورة العاديات.
وباستعراض آيات سورة العاديات تتبين عظم المعركة ، وشدة الوقعة ، وصدق اللقاء ، ومدى القوة المحاربة.
وحينما أخبر حبرائيل النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ببشائر هذا الفتح ، بشر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أصحابه بذلك ، وأمرهم باستقبال علي عليهالسلام وكان النبي في طليعة المستقبلين ، وحينما رأى رسول الله في موكبه ، ترجل وأهوى على قدميه يقبلهما ، تواضعاً لله على هذا التكريم الكريم ، وقال له رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم :