اركب فإن الله ورسوله عنك راضيان ، فبكى عليٌّ عليهالسلام فرحاً بهذه البشارة.
وسرية أخرى بقيادته إلى بني سعد بن بكر بفدك بمائة فارس ، فجعل يسير الليل ويكمن النهار حتى فجأهم ، فجدّوا بالهرب ، وأمعنوا بالفرار ، فاستولى علي عليهالسلام على النعم والأغنام ، وأخرج خمسها ، وقسم الباقي على أصحابه.
وسرية أخرى إلى بلاد طيىء في مائة وخمسين من الأنصار للتطويح بصنم لهم يعبد من دون الله ، فأغار عليهم ، وهدم الصنم وأحرقه ، وغنم سبياً ونعماً وشاءً وفضة ، واستخرج ما في خزانة الصنم من أسياف ودروع ونفائس فغنمها.
وهناك سريتان بقيادته إلى اليمن؛ الأولى بعد فتح مكة ، فأسلمت بها همدان كلها في يوم واحد ، فكتب علي عليهالسلام إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بذلك فخر ساجداً لله ثم جلس ، فقال السلام على همدان. وقيل بعث النبي علياً وبعث خالداً في جند ، وقال : إن التقيتما فالأمير علي ، فوصل خالد فأقام ستة أشهر يدعوهم إلى الإسلام فلم يجيبوا إلى ذلك ، فأمر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم خالداً بالقفول ، وبعث علياً. قال البرّاء : فلما دنونا من القوم خرجوا إلينا ، وصلى بنا عليٌّ ثم صفّنا صفاً واحداً ، ثم تقدم بين أيدينا ، وقرأ عليهم كتاب رسول الله؛ فأسلمت همدان.
ويرى الشيخ المفيد أن إرسال النبي لعلي إلى اليمن كان ليخمس ركازها ، ويقبض ما وافق عليه أهل نجران من الحلل والعين وغير ذلك ، لا لأجل الحرب لأن أهل اليمن أسلموا قبل ذلك.