وجمهرة أهل الحل والعقد ، فكبر ذلك على جملة من المسلمين ، وقالوا يستعمل هذا الغلام على المهاجرين الاولين؟ فغضب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وعصب رأسه ورقى المنبر وقال : « ما مقالة بلغتني عن بعضكم في تأميري أسامة ، ولئن طعنتم في إمارتي أسامة لقد طعنتم في إمارتي أباه من قبله ........ » ثم قال : أنفذوا بعث أسامة.
وتردد نفر كبير في ذالك فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : أيها الناس أنفذوا بعث أسامة ..ثلاث مرات. ولكن أنباء مرض رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أوقفت علية القوم عن الحركة ، وأقعدتهم عن النهوض مع أسامة ، فلم يرد هذا أمر ذاك مساءلة الركبان عنه فيما يزعم.
وتردد كبار المهاجرين في إنفاذ البعث بما فيهم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة ، فتملك النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم الأسف والأسى ، ولزم الفراش لما به. ثم تحامل على نفسه وخرج الى المسجد معتمدا على علي عليهالسلام بيمنى يديه وعلى الفضل بن العباس باليد الأخرى ، وصعد المنبر فذكرّ وحذرّ ، وبشرّ وأنذّر ، ثم نزل وصلى بالناس صلاة خفيفة ، وعاد الى منزله وقدماه تخطاّن الأرض.
وأستمر به المرض حتى ثقل ، والناس بين ذاهل ومتفجع ، وبين غافل عما يراد به ، وبين جادّ في تخطيط لأمر ما ، وبين مشغول بتمريض النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ومتابعة مرضه وعلى رأس هؤلاء علي والعباس وأهل البيت بالاجماع.
وعند الفجر في تلك الأيام العسيرة يأتي بلال مؤذن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم عند صلاة الصبح ، فينادي : الصلاة الصلاة ، فيؤذن بها النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فيروى أنه قال : مروا من يصلي بالناس فإني مشغول بنفسي ، فقالت عائشة مروا أبا بكر ، وقالت حفصة : مروا عمر. فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم :