أكففن فإنكن صويحبات يوسف. ثم خرج الى المسجد ، ووجد أبا بكر قد سبقه الى المحراب ، فأومأ إليه أن تأخر فتأخر ، وقام النبي مقامه وصلى بالناس وقيل : بل أمر أبا بكر بالصلاة ، وقيل : بل أمرت عائشة بصلاة أبي بكر ، ولكن النبي خرج متوكأ على علي والفضل وصلى بالناس دون شك بالإجماع ، فلو أمر معنيا لأجاز صلاته ، ولما خرج في أثره وتقدم عليه ، وصلى بالناس.
ثم عاد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم الى منزله في غاية الجهد والنصب.
وقد يبدو أن عليا عليهالسلام أراد أن يتم ما أراده رسول الله ، فأبدى في تلك اللحظات الحاسمة من مرض رسول الله وهو ممرضه ، أنه معافى أو في طريقه الى ذلك ، فهذا أبو بكر يغادر الى السنح في أطراف المدينة ، وهذا عمر يتولى شؤونا سرية في غاية الدقة ، وهذا أسامة يتلكأ في تنفيذ البعث ، وهذا أبو عبيدة يراقب الحال أولا بأول ، وأولاء بنو أمية يلتفون حول عثمان ، وأولئك الأنصار في سقيفة بني ساعدة قد قدّموا سعد بن عبادة ؛ وبمثل هذا خرج علي عليهالسلام من عند الرسول ، فتباشر الناس بسؤاله :
يا أبا الحسن : كيف خلفتّ رسول الله؟
فأجابهم : أصبح بحمد الله بارئا.
ولكن النبي يستدعي عليا فيخلع خاتمه وحمل سيفه فيقدمهما الى علي عليهالسلام في بادرة ذات معنيين : دنو أجله ووصايته الى علي من بعده ويستدعي النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم الشيخين أبا بكر وعمر وجماعة من المسلمين ، ويقول : الم آمركم أن تنفذوا جيش أسامة؟ قال أبو بكر : إني خرجت ثم رجعت لأجدد بك عهدا.