القوم شاؤوا غير ذلك ، وهذا أمر يطول الوقوف عنده ، ويكثر الجدل حوله ، ولكني أشرت إليه ملخصا من كتب غير الإمامية.
ومن البديهي أن ينهض القوم عن النبي وقد أغضبوه وأغاضوه ، ويبقى علي عليهالسلام والعباس وأهل بيته خاصة ، ويستوحش العباس لما رأى وما سمع ، فأحب أن يتأكد مستوضحا : فقال للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : يا رسول الله إن يكن هذا الأمر مستّقرا فينا من بعدك فبشّرنا ، وإن كنت تعلم أنا نغلب عليه فأوص بنا ، فقال : أنتم المستضعفون من بعدي وأصمت. فيئس أهل البيت من النبي ، وخرج بنو هاشم ، فأفاق النبي ، وقال : ابعثوا الى علي فادعوه ، فقالت عائشة : لو بعثت الى أبي بكر ، وقالت حفصة : لو بعثت الى عمر فاجتمعوا عنده جميعا ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : انصرفوا فإن تك لي حاجة أبعث إليكم.
وقيل : كان علي لا يفارقه في شدّته هذه إلا لضرورة قصوى ، فخرج لبعض شؤونه فافتقده النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : أدعوا لي أخي وصاحبي ، وعاوده الضعف فأصمت، فقالت عائشة: أدعواله ابا بكر ، وقالت حفصة أدعوا له عمر ، فدعيا ، ثم قال أدعو لي أخي وصاحبي فقالت أم سلمة : أدعوا علياً فانه لا يريد غيره فحضر الامام ، فأوصاه النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بوصاياه ، وناجاه طويلاً ، ثم قام عنه ، فاغفى رسول الله ، فقال الناس ما الذي أوعز اليك يا أبا الحسن فقال : علمني ألف باب من العلم فتح لي كل باب ألف باب ،ووصاني بما أنا قائم فيه إن شاء الله.
واستدعى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ابنته الصديقة الزهراء عليهاالسلام وهي في أشد ساعات حزنهاء فأسرّ لها شيئاً لاذت معه ألى البكاء ، ثم أسر لها شيئاً اخر ، بدت وعلائم البشر والغبطة ، في ساعة واحدة جمع للزهراء