الحزن والفرح ، وظهر عليها الأسى والرضا.
كان الإسرار الاول من النبي للزهراء : « إن جبريل كان يعارضني بالقرآن في كل سنة مرة ، وأنه عارضني هذا العام مرتين ، وماأراه إلا قد حضر أجلي »
وكان من السرار الثاني من النبي للزهراء : « إنك أول أهل بيتي لحوقاً بي ، ونعم السلف أنالك ، ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء العالمين »
فكان كما أخبر ، فقد حضره الموت وعلي إلي جنبه يسنده إلى صدره ، فأمره بتوجيهه نحو القبلة ، واوعز إليه أن يتولى أمره في الغسل والكفن والصلاة وعدم مفارفته حتى مواراته في قبره ، فنفذ علي عليهالسلام ذلك كله ، وكان اخر الناس عهداً به ، كما كان أقرب الناس إليه.
وتوفي النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يوم الاثنين لليلتين بقيتا من صفر ، أو لاثنتي عشرة ليلة مضت من ربيع الاول سنة إحدى عشرة من الهجرة.
ويتضح مما تقدم أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم كان أيام مرضه هذا مشفقاً على أمته من الفرقة ، وأنه أراد أن يمهد لقيادة الإمام علي بتنفيذ بعث أسامة ، وأنه قد استقر في داخله ـ با يحاء من الله ، أو بمعاينة مجرى الاحداث ، أوبهما معاً ـ أنه مغلوب على أمره ، وأن التيار القرشي معارض لمرجعية أهل البيت ، فهم المستضعفون من بعده.
ولا اشك في أنه أوصى علياً با لصبر والاناة ، وأسر أليه بالامر ، وأمره با لتريث والتامل خشية أن يرتدّ العرب ، ويختلط الحابل بالنابل ، ويتلاشى الاسلام.
لقد فهم النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم كل هذا دون ريب ، وفهمه علي كله كذلك ،