وعمد إلى تنفيذ وصاياه بمعزل عن الائتمار عليه ، ونشطت الجبهه المتصدرة في تسيير عقلية الناس كما تريد ، فقال عمر : إن السول الله ما مات ، ولكنه ذهب ألى ربه كما ذهب موسى بن عمران فغاب عن قومه أربعين ليلة ثم رجع ..... والله ليرجعن رسول الله فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم يزعمون أنه قد مات.
والناس هم الناس بين سذاجة وغفلة ، وتصديق وتكذيب ، إلا أن هذا القول من عمر أثرّ أثره الوقتي في الاقل بالناس ، فكما صرفهم عن أمر الصحيفة أولاً ، صرفهم عن الادلاءبشيء أو التفكير بشيء من أمرالاستخلاف ، ما دام النبي لم يمت فيما يزعم ، حتى يحضر أبو بكر من منزله بالسنح ، فلما حضر نادى :
« يايها الناس من كان يعبد الله فان الله حي لا يموت ، ثم تلا :
( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا ) » (١)
فأفاق عمر مما أصطنعه ، وذهبا معاً إلى السقيفه فيما سنعرضه فيما بعد.
وغسل عليّ عليهالسلام رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ومعه الفضل بن العباس وأسامة بن زيد يناولانه الماء من وراء الستر وهما معصوبا العين ، وتولى علي تغسيله وتحنيطه وتكفينه ، فلما فرغ من تجهيزه تقدم فصّلى عليه وحده.
وكان المسلمون في نزاع فيمن يؤمهم في الصلاة عليه ، وأين يدفن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم هذا أمر من حضر وفاته من المسلمين ، وأما من لم
__________________
(١) سورة عمران ، الاية : ١٤٤.