يحضر فله شأن غير هذا سنأتي عليه.
وبينا هم في هذا النزاع إذ خرج إليهم علي عليهالسلام وقال : إن رسول الله أمامنا حيا وميتا ، فليدخل عليه فوج بعد فوج منكم فيصلّون عليه بغير إمام ، وإن الله لم يبقض نبياً في مكان إلا وقد إرتضاه لرمسه ، وإني لدافنه في حجرته التي قبض فيها ، فسلّم القول لذلك ورضوا به ، وفعلوه.
وتولى عليّ والعباس وابنه الفضل وأسامة بن زيد وأوس بن خولّي من الانصار دفنه ، ونزل علي القبر فكشف عن وجه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ووضع خده الايمن على الارض مستقبلاً بوجهه إلى القبلة على يمينه ، ثم وضع عليه اللبن ، وأهالى عليه التراب ، وربع قبره ، وجعل عليه لبناً ، ورفعنه من الارض قدر شبر ، ورشّ الماء عليه رشاً ، ولم يحضر دفنه أكثر الناس فهم في شغل من أمر الخلافة ، وفات أكثرهم الصلاة عليه.
ونعته ابنته الزهراء فيما يؤثر عنها : « يا أبتاه ، أجاب رباً دعاه ، يا أبتاه جنة الفردوس ماْواه ، يا أبتاه إلى جبريل ننعاه ، يا أبتاه من ربه ما أدناه »
ثم أخذث من تراب القرب الشريف ، ووضعته على عينيها ، وأنشات :
ماذا على من شمّ تربة أحمد |
|
أن لايشم مدى الزمان غواليا |
صبّت عليّ مصائب لو أنّها |
|
صبّت على الأيام صرن لياليا |
وأنطلق تأبين علي للنبي في لوعة ومرارة وأسى ، والدموع تسبق عينيه :
« بأبي أن وأمي ، لقد انقطع بموتك ما لم ينقطع بموت غيرك من