والصانع من صناعته ، فعلى كل من غنم من هذه الوجوه مالا فعليه الخمس فإن أخرجه فقد أدى حق الله عليه وتعرض للمزيد وحل له الباقي من ماله وطاب وكان الله أقدر على إنجاز ما وعده العباد من المزيد والتطهير من البخل على أن يغني نفسه من ما في يديه من الحرام الذي بخل فيه بل قد خسر الدنيا والآخرة وذلك هو الخسران المبين ، فاتقوا الله وأخرجوا حق الله من ما في أيديكم يبارك الله لكم في باقيه ويزكو فإن الله عزوجل الغني ونحن الفقراء وقد قال الله «لَنْ يَنالَ اللهَ لُحُومُها وَلا دِماؤُها وَلكِنْ يَنالُهُ التَّقْوى مِنْكُمْ» (١) فلا تدعوا التقرب إلى الله عزوجل بالقليل والكثير على حسب الإمكان وبادروا بذلك الحوادث واحذروا عواقب التسويف فيها فإنما هلك من هلك من الأمم السالفة بذلك وبالله الاعتصام. انتهى كلامه عليهالسلام.
وما رواه الشيخ عن محمد بن زيد الطبري (٢) قال : «كتب رجل من تجار فارس من بعض موالي أبي الحسن الرضا عليهالسلام يسأله الإذن في الخمس فكتب عليهالسلام بسم الله الرحمن الرحيم إن الله واسع كريم ضمن على العمل الثواب وعلى الخلاف العقاب لا يحل مال إلا من وجه أحله الله ، إن الخمس عوننا على ديننا وعلى عيالاتنا وعلى موالينا وما نبذل ونشتري من أعراضنا ممن نخاف سطوته ، فلا تزووه عنا ولا تحرموا أنفسكم دعاءنا ما قدرتم عليه فإن إخراجه مفتاح رزقكم وتمحيص ذنوبكم وما تمهدون لأنفسكم ليوم فاقتكم. الحديث».
وما رواه الشيخ والكليني بالسند المتقدم (٣) قال : «قدم قوم من خراسان على أبي الحسن الرضا عليهالسلام فسألوه أن يجعلهم في حل من الخمس فقال ما أمحل هذا تمحضونا المودة بألسنتكم وتزوون عنا حقا جعله الله لنا وجعلنا له وهو الخمس
__________________
(١) سورة الحج الآية ٣٩.
(٢) الوسائل الباب ٣ من الأنفال وما يختص بالإمام. وفي التهذيب ج ١ ص ٣٨٩ محمد بن يزيد.
(٣) الوسائل الباب ٣ من الأنفال وما يختص بالإمام.