لي أبو عبدالله عليهالسلام : لمّا أتى الحِيرةَ هل لك في قبر الحسين؟ قلت : وتَزورُه جُعِلتُ فِداك؟ قال : وكيف لا أزورُه واللهُ يَزورُه (١) في كلِّ ليلة جُمُعة يهبط مع الملائكة إليه والأنبياء والأوصياء ومحمّد أفضل الأنبياء ، ونحن أفضل الأوصياء ، فقال صَفوانُ : جعلت فِداك فنَزوره في كلِّ جمعة حتّى نُدركَ زيارة الرّبِّ؟ قال : نَعَم ، يا صَفوانُ ألزم ذلك تكتب لك زيارةُ قبر الحسين عليهالسلام ، وذلك تفضيل وذلك تفضيل » (٢).
وحدَّثني القاسم بن محمّد بن عليِّ بن إبراهيم الهَمْدانيِّ ، عن أبيه ، عن جدِّه ، عن عبدالله بن حمّاد الأنصاري ، عن الحسين بن أبي حمزة قال : خرجت في آخر زَمان بني اُميّة ( كذا ) ـ وذكر مثل الحديث المتقدَّم في الباب (٣).
وحدَّثني أبي رحمهالله وجماعة مشايخي ، عن أحمدَ بن إدريس ، عن العَمركي بن عليِّ البوفكيِّ ، عن عِدَّة من أصحابنا ، عن الحسن بن محبوب ، عن الحسين ابن ابنة أبي حمزة الثّماليِّ قال : خرجت في آخر زمان بني مَروان ـ وذكر مثل حديث الَّذي مرَّ في أوَّل الباب سواءً.
الباب التّاسع والثّلاثون
( زيارة الملائكة الحسين بن عليٍّ عليهما السلام )
١ ـ حدَّثني الحسن بن عبدالله بن محمّد بن عيسى ، عن أبيه ، عن الحسن
__________________
١ ـ قال العلاّمة المجلسيّ رحمهالله : زيارته تعالى كناية عنع إنزال رحماته الخاصّة ـ صلواته عليه وعلى زائريه ـ. وقال العلاّمة الاُميني رحمهالله : زيارة الرَّبّ سبحانه في هذا الحديث وما في ص ٣٥ إمّا توجيه عنايته الخاصّة بإسبال فيضه المتواصل عليه ، أو إبداء شيءٍ مِن مظاهر جلاله العظيم الّذي تجلّى للجبل فجعله دَكَاً وَخَرَّ مُوسى صَعِقاً ، والإمام عليهالسلام كان يزوره ليدرك هاتيك العناية الخاصّة ، أو يشاهد تلك المظاهر اللَّطيفة الّتي كانت لتشريفهم ، ولذلك كانوا يتحمّلون مشاهدته ، ولأنّ مقامهم أرفع مِن مقام موسى الّذي لم يتحمّله.
٢ ـ أي زيارة الرّبّ ، والمراد بالرّبّ عناياته ـ كما مرّ ـ وفرقٌ بين معنى الرّبّ ومعنى الله.
٣ ـ أي الخبر الثّاني من الباب.