الباب الثّامن والسّتّون
( إنَّ زُوَّار الحسين عليه السلام مشفّعون )
١ ـ حدَّثني محمّد بن الحسين بن متّ الجوهري ، عن محمّد بن أحمدَ بن يحيى بن عِمران الأشعريّ ، عن موسى بن عُمَرَ ، عن عليَّ بن النُّعمان ، عن عبدالله بن مُسكانَ « قال : قال أبو عبدالله عليهالسلام : إنَّ الله تبارك وتعالى يتجلّى لزوَّار قبر الحسين عليهالسلام قبل أهل عَرفات (١) ويقضي حوائجهم ، ويغفر ذنوبهم ، ويشفِّعهم في مسائلهم ، ثمَّ يثنّي بأهل عرفات فيفعل بهم ذلك ».
٢ ـ حدَّثني أبي رحمهالله ومحمّد بن الحسن ؛ وعليُّ بن الحسين جميعاً ، عن سعد بن عبدالله ، عن محمّد بن عيسى بن عُبيد ، عن صَفوانَ بن يحيي ـ عن رَجل ـ عن سَيف التَّمّار ، عن أبي عبدالله عليهالسلام « قال : سمعتَه يقول : زائرُ
____________
١ ـ قال العلاّمة الأميني ـ رحمه الله ـ : الظّاهر أنّ المراد بالتّجلّي والإتيان والإقامة والمخالطة المذكورة في أخبار الباب معنى واحد وهو تجلّيه سبحانه بمظاهر الجلال والجمال تشريفاً لتلك البُقعة القُدسيّة ولمن حلَّ فيها ومَن أمّها كما تجلّى للجبل فجعله دكّاً ، غير أنّ ذلك كان تجلّى قهرٍ وجبروتٍ ، فدكَّ الجبل وخرَّ موسى صَعِقاً ، وهذا تجلّى عَطْفٍ ولطفٍ يتحمّله الموضع ومَن فيه على أنَّ مرتبة السِّبط الشَّهيد صلوات الله عليه لا شكَّ أنّها أرقى مِن مرتبة الكليم عليه السلام ، وبنسبته مرتبة صَقْعه إلى صَقْع الكليم فلا يندكّ ولا يخرّ صاحبه بما لم يتحمّله موسى عليه السلام والجبل ، وإذا كان ذلك تعقّبه من آثاره ما ذكر في الحديث مِن قضاء الحوائج وغفران الذّنوب وغيرهما ولا يبدو من هذا التّجلّي للعامّة إلاّ آثاره لعدم تحمّلهم ذلك ، نَعم قد يظهر لم يكشف له الغطاء ـ كما مرّ في الكتاب ذيل الخبر ٤ في ص ١٢٢ ـ أنّ الإمام عليه السلام كان يبادر إلى زيارة الحسين عليه السلام لإدراك زيارة الرّبّ تعالى له صلوات الله عليه المعنّى بها هذا الّذي ذكرناه ـ انتهى أقول في المفردات : « الصّاعِقَة والصّاقِعَة يتقاربان ، وهما الهَدَّة الكبيرة ، إلاّ أنّ الصَّقْعَ يقال في الأجسام الأرضيّة ، والصَّعْق في الأجسام العُلوية ».