الحسين عليهالسلام مشفِّعٌ يوم القيامة لمائة رَجل كلّهم قد وجبتْ لهم النّار ممّن كان في الدَّنيا مِن المسرفين ».
٣ ـ حدَّثني أبي رحمهالله ومحمّد بن الحسن؛ وعليُّ بن الحسين ؛ وعليُّ بن محمّد بن قولُويه جميعاً ، عن أحمدَ بن إدريسَ؛ ومحمّد بن يحيى ، عن العَمْركي بن عليٍّ البوفكيِّ قال : حدَّثنا يحيى ـ وكان في خِدمة أبي جعفر الثّاني ـ عن عليّ (١) ، عن صَفوانَ الجمّال ، عن أبي عبدالله عليهالسلام ـ في حديث له طويل (٢) ـ « قلت : فما لمن قتل عنده ـ يعني عند قبر الحسين عليهالسلام ـ جارَ عليه السّلطان فقتله ، قال : أوَّل قطرة مِن دَمِه يغفر له بها كلُّ خطيئَة ، وتغسل طينته الّتي خُلق منها الملائكة حتّى يخلص كما خلصت الأنبياء المخلَصين ، ويذهب عنها ما كان خالطها مِن أدناس طين أهل الكفر والفَساد ، ويغسل قلبه ويشرح ويملأ إيماناً (٣) ، فيلقى الله وهو مخلّص من كلِّ ما تُخالِطه الأبدان والقلوب ، ويكتب له شَفاعة في أهل بيته وألف من إخوانه ، وتتولّى الصّلاة عليه الملائكة مع جبرئيل وملك الموت ، ويؤتى بكفنه وحنوطه مِنَ الجنّة ، ويوسّع قبره ويوضع له مصابيح في قبره ، ويفتح له باب من الجنّة ، وتأتيه الملائكة بُطرَفٍ مِنَ الجنّة ، ويرفع بعد ثمانية عشر يوماً إلى حَظِيرَةِ القُدس (٤) ، فلا يزال فيها مع أولياء الله حتّى تصيبه النّفخة الّتي لا تبقى شيئاً.
فإذا كانت النَّفخة الثّانية وخرج من قبره كان أوَّل مَن يصافِحَه رسولُ الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأمير المؤمنين والأوصياء [ عليهمالسلام ] ، ويبشّرونه ويقولون له : ألزمنا ويقيمونه على الحوض ، فيشرب منه ويسقى مَن أحبّ ».
__________________
١ ـ يعني ابن الحكم ، كما مرّ.
٢ ـ تقدّم الخبر بتمامه في ص ١٣٢ تحت رقم ١.
٣ ـ في الخبر المتقدّم : « ويشرح صدره ويملاُ إيماناً ».
٤ ـ المراد به الجنّة ، وهي في الأصل الموضع الّذي يحاط عليه لتأوي إليه الغنم لتقيها البرد والرّيح.