عليه السلام فقال : إنّي قد ضربت على كلِّ شيءٍ لي ذَهَباً وفِضَّةً ؛ وبِعتُ ضياعي ، فقلت : أنزل مكّة ، فقال : لا تفعل ، فإنَّ مكّة يكفرونَ بالله جَهرَة ، قال : ففي حرم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ قال : هم شرِّ منهم ، قال : فأين أنزل؟ قال : عليك بالعِراق الكوفة ، فإنَّ البركة منها على اثني عشر ميلاً ـ هكذا وهكذا ـ وإلى جانبها قبرٌ ما أتاه مكروب قطّ ولا ملهوف إلاّ فرَّج الله عنه » (١).
الباب السّبعون
( ثواب زيارة الحسين عليه السلام يوم عرفة )
١ ـ حدَّثني محمّد بن جعفر القرشيُّ الرَّزَّاز الكوفيُّ ، عن خاله محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن صالِح بن عُقْبة ، عن بشير الدَّهّان « قال : قلت لأبي عبدالله عليهالسلام : ربّما فاتني الحجّ فاُعَرِّف عند قبر الحسين عليهالسلام (٢) ، فقال : أحسنت يا بشير ، أيّما مؤمن أتى قبر الحسين عليهالسلام عارفاً بحقّه في غير يوم عيد كتب الله له عشرين حجّة ، وعشرين عُمْرَة مبرورات متقبّلات ، وعشرين غَزوة مع نبيٍّ مُرسل أو إمام عدل ، ومن أتاه في يوم عيد كتب الله له مائةَ حَجّة ومائةَ عُمْرة ، ومائة غَزوة مع نبيٍّ مُرسل أو إمام عدل ، ومن أتاه يوم عرفة عارفاً بحقّه كتب الله له ألفَ حجّة وألفَ عُمرَة متقبّلات ، وألفَ عزوة من نبيٍّ مُرسل أو إمام عدل ، قال : فقلت له : وكيف لي بمثل الموقف ، قال فنظر إليّ شبه المُغضِب ، ثمَّ قال : يا بشير إنَّ المؤمن إذا أتى قبر الحسين عليهالسلام يوم عرفة واغتسل في الفرات ، ثمَّ توجّه إليه كتب الله له بكلّ خطوة حجّة
__________________
١ ـ يحتمل أن يكون عليه السلام أشار إلى جانبي الغَريّ وكربلاء ، لا إلى جميع الجوانب ، ويحتمل أن يكون أشار إلى جميع الجوانب ، وإنّما ذكر الرّاوي مرّتين اختصاراً. ( البحار )
٢ ـ التّعريف ـ على ما ذكره الجوهريّ ـ : الوقوف بعرفات ، أي أعمل أعمال عَرَفة من الغُسْل والدُّعاء وغيرهما في يوم عَرَفة عند قبره عليه السلام.